بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع : رسالة عاجلة
من
أعيان و شيوخ و زعماء القبائل وقادة الرأي في أزواد
الى:
السيد/ الأمين العام للأمم المتحدة
“انطونيو غوثيريش”.
الموضوع:
إستفسار وإستنكار لصمت المجتمع الدولي أمام المأساة التي يعيشها سكان أزواد اليوم.
سيدي،
أرجو أن تسمحوا لنا بتقديم شكوانا هذه و نطلب منكم بكل إحترام التدخل الفوري في مواجهة صمت المجتمع الدولي أمام المآسي التي يعيشها سكان أزواد اليوم.
تذكير:
إن مسألة أزواد أثيرت منذ 1957-1958
حين أرسل قادة المجتمع ألازوادي (جميع الطوائف مجتمعة) عريضة طالبوا فيها الجنرال (ديجول) بعدم ربط مصير أزواد بالسودان الفرنسي في سعيه للاستقلال.
و ظل هذا الطلب دون رد.
ولهذا السبب، فمنذ الساعات الأولى لاستقلال مالي، في عام 1960، كان رد فعل سكان أزواد هو الإنتفاضة الأولى التي تم قمعها بقسوة من قبل حكومة موديبو كيتا الشيوعية سنة 1963 وسط صمت متواطئ من المجتمع الدولي.
وقد أدى سوء إدارة تلك الأزمة إلى أزمة أخرى عام 1990.
و تلك ايضا أديرت بشكل اسوأ رغم توقيع الميثاق الوطني تحت رعاية الجزائر كدولة وسيطة، مما سبب في أزمة 2012، التي نشهد للأسف امتداداتها الأن.
وكان التوقيع يومي 15 ماي و20 يونيو 2015 على اتفاق السلام والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر الذي يضمنه المجتمع الدولي.
وهكذا، وبعد ثلاث سنوات من الاشتباكات بين الأشقاء التي نظمتها و مولتها حكومة مالي، كان هناك فترة هدوء في إقليم أزواد وفي جميع أنحاء البلاد.
يا لها من فرحة لشعبنا! لقد كانت سعادة كبيرة لمالي كلها.
الأمل يولد من جديد، وقد التزم الجميع (شعب شمال مالي، والأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، والجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الأوروبي)، فضلاً عن الشركاء الدوليين الآخرين، بتقديم الدعم السياسي والاقتصادي والأمني للاتفاق. وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما)، على وجه الخصوص، وبطريقة ملحوظة، و بإنخراط ملحوظ وعلى جميع المستويات مع السكان والحكومة المالية من أجل نجاح هذا الاتفاق.
ولكن، لدهشتنا الكبيرة، وعلى عكس كل التوقعات، أدار المجلس العسكري الذي استولى على السلطة في مالي ظهره فجأة لقرارات هذه الوثيقة التي كان من المفترض أن تختم وتكرس المصالحة في البلاد إلى الأبد.
و إن خيبة الأمل التي شعر بها الإطار الاستراتيجي الدائم، الذي بذل كل ما في وسعه لتجنب ذلك، كانت كبيرة.
دعونا نتذكر أن CSP ناضل دائمًا من أجل تنفيذ الاتفاقية قبل أن يفرض الوضع الحالي عليه.
اكتمل اليوم انتهاك اتفاق السلام والمصالحة في مالي الناتج عن عملية الجزائر من قبل الحكومة الانتقالية المالية.
وهذا للأسف دون أي رد فعل من المجتمع الدولي أو الوساطة، إن الحرب التي شنتها الحكومة الانتقالية في مالي ضد الاطار الاستراتيجي الدائم وسكان أزواد هي حرب شاملة. وترافقه مأساة إنسانية كارثية.
وقبل أن يبدأ عمليته العسكرية الحالية هيأ المجلس العسكري الظروف التي سمحت له بإرتكاب مجازر في ظلام دامس، أي طرد الشهود مثل فرنسا و بعثة (المينوسما) من الأراضي الوطنية واستخدام الإرهابيين المرتزقة الروس من شركة فاغنر مكانهم من الذين بلا إيمان ولا قانون .
وأدى ذلك إلى:
مجازر ضد السكان، ونهب الممتلكات، وتهجير أعداد كبيرة من المواطنين في (فويتا، ليرا، بير، إرسان، تابانكورت، تاركينت، أنفيف، إيكاديوان، تيستليت ، تيدغمين وغيرها).
كل هذا تسبب في نزوح أعداد كبيرة من السكان نحو البلدان المجاورة والنزوح الداخلي، و هذا يتطلب استجابة إنسانية عاجلة.
إننا نُدين بشدة تحالف دول ليبتاكو غورما (مالي والنيجر وبوركينا فاسو) الذي يؤدي إلى نتائج عكسية و إلى تفاقم بؤس سكان أزواد.
و في مواجهة هذه المأساة التي سببتها لنا اليوم العملية الانتقالية في مالي، ندعو إلى تضامن شعوب فرنسا و الجزائر و تركيا و المغرب و موريتانيا و الاتحاد الأوروبي و الاتحاد الأفريقي و المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا و منظمة التعاون الإسلامي و جميع ذوي النوايا الحسنة.
و في مواجهة هذه الصورة القاتمة، يحق لنا أن نُدين التواطؤ الرسمي لفرنسا والجزائر ومؤخراً تركيا في البؤس الذي يعيشه سكان أزواد اليوم.
وإلى فرنسا، نذكّر فرنسا بمسؤوليتها الأساسية عن المصير الذي يعيشه شعبنا اليوم.
أما الجزائر فلا داعي لتذكيرها بأننا نعتبر أنفسنا جزءا منها نظرا للروابط التاريخية التي تربط شعبنا بجغرافيتها وثقافتها ولغتها وتبادلاتها… وأن لا أحد يجهل دعم شعبنا للشعب الجزائري الشقيق في إطار نضاله من أجل التحرر الاجتماعي والسياسي اثناء ثورته ضد المستعمر الفرنسي.
وفي المقابل نطلب منه التزاما يتناسب مع التحديات التي تواجه الشعب ألازوادي.
بالنسبة لتركيا، لم نفكر أبدًا للحظة في أن تركيا ستدخل في شراكة مع دولة توظف مرتزقة إرهابيين خارجين عن القانون لقتل المسلمين في منازلهم من خلال تقديم وسائلها وتقنياتها لمضاعفة معاناة شعب أزواد المضطهد، وأن الآلة التركية هي التي ستفعل ذلك و التي أودت بحياة أطفالنا.
نحن سعداء، مثل كل المسلمين، بقدرة تركيا على تصنيع طائرات بدون طيار متطورة ذات ظهور ملحوظ على الساحة الدولية، لكن للأسف يتعرض شعبنا الأعزل هذه الأيام لمجازر ترتكبها القوات المسلحة المالية ومرتزقة فاغنر الذين يغزون منطقة أزواد بسكانها وممتلكاتها وإنجازات النضال السياسي الأزوادي، باستخدام طائرات “بايكار” التركية الصنع، وكل ذلك غير مقبول وغير مفهوم من جانب دولة مسلمة ضد إخوانها المسلمين.
واليوم، يمنح المجلس العسكري الحاكم في سعيه المتهور مهندسين أتراك من شركة بايكار أوسمة فخرية بعد مذبحة ضد المدنيين الأزواديين. وهذه مسؤولية تركيا، لأن كل أدواتها تستخدم لضرب أهداف مدنية لإبادة السكان المسلمين في أزواد وإجبارهم على مغادرة مناطق إقامتهم، والتخلي عن ممتلكاتهم.
لم نفكر أبدًا للحظة أن تركيا ستتعامل مع دولة توظف منظمة إرهابية، لقتل المسلمين في الداخل، من خلال تقديم وسائلها وتقنياتها ، وأن الآلة التركية هي التي ستتولى زمام الأمور للقضاء على مستقبل أطفالنا.
نحن شيوخ و زعماء قبائل تقليديين و قادة الرأي في أزواد
نناشد منظمات حقوق الإنسان بشكل عاجل تقديم مرتكبي المذابح ضد السكان المدنيين الأبرياء إلى العدالة.
نحن نطلق نداءً إلى المنظمات الإنسانية لمساعدة اللاجئين والنازحين الازواديين المنكوبين.
وعلى أمل تلبية طلبنا، نرجو أن تتقبلوا معالي السيد / الأمين العام للأمم المتحدة، خالص تقديرنا.
نسخ الى :
زعماء و شيوخ القبائل والمسؤولين التنفيذيين والقضاة وقادة الرأي
و فرنسا و تركيا و الجزائر .
كيدال في 31-102023
التوقيع :
محمد آغ إنتالا
زيد اغ خمزة
شغيب اغ الطاهير
الطاهير اغ إنقدا
ميني ولد بابا
عثمان اغ احمد
إلياس اغ أميتة
خمزة اغ تممست
محمد اغ باي
إفنوسن اغ كوشي
عيسى اغ مالك
زلي اغ الحسن
سما اغ شندي
اوفين اغ محمد
أزيد اغ اللاد
الحسن اغ إكوسمن
عبدالله اغ هوقة
محمد اغ البشير
الطاهير اغ سيدلامين
محمد اغ دمة
حامة اغ مالك
سيدلامين اغ اكشو
مسعود اغ أنديد