
في ظل انشغالي المزمن بمراجعة رسالة الدكتوراة قبل المناقشة اعادتني العداوات الاردوغانية الى متابعة أزمة ليبيا بعد ان تفجرت البجاحة التركية ورغبتها الاستعمارية بالعمل وكيلا مساعدا لآلة الهدم والنهب الاستعماريين ومحاولة الالتفاف على مصر بإعتبارها الهدف الاعظم لهم جميعا لإضعاف جيشها ومن ثم إبتلاع المنطقة بعد تفتيتها وعاد إلى ساحة السجال والاهتمام والتراشق تسخين رمال الصحراء الليبية تمهيدا لإشعالها باستخدام الإرهابيين الذي ظل يرسلهم اردوغان من نهاية 2015 وهو ما رصدته في تحقيق استقصائي تطلب مني السفر الى مالي وليبيا وموريتانيا ثلاث مرات ، رافقت فيها الدواعش المرسلين الى ليبيا عبر ” تورا بورا لصحراء ” أو “ساحلستان الصحراء” التسمية التي اطلقتها على مثلث الحدود المالية الموريتانية الجزائرية ثم قمت برحلات مع مهربي الصحراء الكبرى بين موريتانيا ومالي والجزائر وليبيا والنيجر وتشاد رصدت فيها عمليات تهريب الارهابين الى ليبيا علي ثلاث حلقات في الاهرام نهاية عام 2016 -حصلت بها على جائزة التفوق الصحفي من نقابة الصحفيين المصريين نبهت فيها الى خطورة ما يحدث في الصحراء ولماذا تم ارسال الارهابين الدواعش الى ليبيا -الاهرام اول صحيفة في العالم تعلن ذلك وترصدهابلأعداد والاسماء، وأن ذلك يحدث بمساعدة اجهزة مخابرات الدول الكبري وتحت اعينها … وكتبت كثيرا عن ازمة ليبيا وانها ذات مستويات متعددة ،شديدة التشابك والتعقيد، واهم مستوى فيها الشعبي القبائلي رغم ان الوطنيين الحقيقيين الواعين من ابناء ليبيا مثل الدكتور محسن ونيس القذافي وادريس الدرسي وغيرهما حاولوا الإعتماد على الشعب باعتباره صاحب الحق الاصيل وحاولا مع غيرهما تفعيل مجلسا للقبائل ويتم دمجه مع المجلس الاعلى للمصالحة ومحاولة صهرهما في في كيان واحد يسمى مجلس الشيوخ وهو ما نضج تحت وطأة الرغبة الأردوغانية الاسعمارية الاستنزافية وبدأ التحرك الأخير لأحبتي واصدقائى من شيوخ وعمد واعيان القبائل الليبية ومطالبتهم مع البرلمان الليبي بالتدخل العسكري المصري وتفويض الرئيس السيسي في تطهير ليبيا من الفاشية الدينية ومنع الاحتلال التركي العثمانلي من العودة الى ليبيا -ملحوظة مهمة قالها لي ليبيون ان السيسي هو الرئيس الوحيد في العالم الذي حصل على تفويض شعبه وتفويض شعب دولة مجاورة لمكافحة الارهاب وتطهير البلاد – وسنقول لماذا … وحينئذ لم أر بد من الكتابة، سيما وقد استدرجني الأديب والاذاعي المثقف والمتميز علاء ابو زيد الى الحديث معه في اذاعة الشباب والرياضة ، بعدها تمنى علي ان اكتب ما أعرف وها انا استجيب بالكتابة عن ليبيا…. الموقف الاخير وهو تحرك شيوخ وعمد واعيان ليبيا وعلى رأسهم احبتي واعمامي واصدقائي العمدة عثمان ادريس إكريم ومنصور ابسيس وصالح الاطيوش وادريس الدرسي وغيرهم ؛ هذا التحرك تأخر كثيرا لأن مستويات الازمة في ليبيا وصانعيها والفاعلين فيها هم الدول الكبري الاستعمارية والصغري المسخدمة كأدوات ومنها من يطمع في المقاسمة سواء بالمشاركة في إعادة الإعمار والتي تزيد عن تيريليون دولار فضلا عن الاستفادة من العمل كسماسرة لبيع النفط والغاز والذهب واليورانيوم وغيرها من الثروات وكذلك اصحاب وعملاء الاهداف الجيو استراتيجية والجيوسياسية ،فطوال الأزمة من 2011 وحتي الان لم يكن للشعب الليبي اي دور ولا صوت في بلادهم ،كانوا يرون ان بلادهم تنتحر باموال نفطهم ..الأن هب هذا الشعب ليكون بطل المعركة الحقيقي وصاحب الرأي الأول والأهم ولجأوا الي مصر ورئيسها وجيشها لحمايتهم ،فتعالت اصوات المدلسين والكاذبين ومرتزقة الازمات والحروب وإخوان الداخل ومشايعيهم و الحقدة والاعداء في الخارج وحتى اصحاب النظرة الضيقةلتشوية طلب التدخل المصري على غير حقيقته ،ولهم اقول .. أن التداخل العائلي فضلا عن القبلي بين مصر وليبيا اكبر مما يعرفه الكثير واعظم، ف 30% من سيدات وامهات الرجال في اقليم برقة (الشرق الليبي) مصريات ، وعدد كبير جدا من المصريين في الصحراءالمصرية الغربية من حدود مصر وحتي غرب النيل في بني سويف والمنيا واسيوط مرورا بالاسكندرية والبحيرة والفيوم والواحات (البحرية وسيوة والداخلة والخارجة والفرافرة) اغلبهم من اصول ليبية ،منها على سبيل المثال وليس الحصر القذذافة، فهناك قري باكملها في الفيوم منهم ، والمنفه قبيلة شيخ الشهداء عمر المختار الذي حكي لي ابنه سي محمد المختار عن اعمامه وعماته في مصر وكيف ان والده عمر المختار ارسله اليهم اثناء حربه ضد الطليان وفيها توفي عمه شقيق عمر المختار ودفن في ابي حمص بحيرة قبييلة الجوازي وهم مئات الالوف في المنيا وبني سويف والفيوم والمجابرة والقنيشات والادارسة والعواجير والعبيدات والمقارحة -منهم اللواء فاروق المقرحي مساعد وزير الداخلية الاسبق – والورفلة والتراهنه وغريان وغيرها من القبائل ، اما في مطروح وسيوة فقبائل اولاد على الاحمر وعلي الابيض اصولهم منذ مئات السنين من ليبيا وجميع من ذكرت يتواصلون بشكل دائم وعلى مدي الاجيال المتتابعة ببعضهم على جانبي الحدود في مصر وليبيا ، ومنهم تشكلت نواة الجيش الليبي الذي دعمته مصر ونشأ باغلبية مصرية من ابناء هذه القبائل عام 1941 في منطقة ابو رواش -جيزة- وقد ساهمت بدوري المتواضع ودعمت ونشرت عن احتفال الليبيين 2015 بإقامة نصب تذكاري في نفس المكان الذي انشئ فيه هذا الجيش وتدرب جنوده فيه على يد ضباط الجيش المصري آنذاك وحاربوا الطليان حتي نالت ليبيا الاستقلال عام 1951 ؛ وكأن التاريخ يعيد نفسه ،فقبلها في السنوات الاولي من القرن العشرين امتزج الدم الليبي والمصري دفاعا عن ليبيا ومصر ضد الاحتلالين الطلياني بقيادة البطل المجاهد سيدي احمد الشريف السنوسي ابن عم الامير -وقتها -سيدي ادريس السنوسي ومعه البطل العظيم قومندان الصحراء صالح حرب -الباشا ووزير حربية مصر فيما بعد – واللذان قادا جهاد الليبيين والمصريبن ضد هذين الاحتلالين ،ولصالح باشا حرب جملة شهيرة قالها وقتها وهو يخاطب جنوده البدو من الليبيين والمصريين :”لو املك مفاتيح الجنة لفتحت لكم ابوابها وقلت ادخلوها بسلام”..ذلك لأنهم ابلوا احسن البلاء وانتصروا على الاعداء وتشهد بطولات بدو مطروح وزعمائهم وشيوخه وعمدهم في معاركهم العظيمة وادي ماجد وبير بو تونس والذي كتبت عنها في كتابي “حكايات الصحراء” وكتب عنها استاذنا الاديب الكبير عبد الله بوزوير مؤرخ الصحراء الغربية وابنها الازلي روايتيين من الوقائع الحقيقية التي سمعها من جدوده وابائه واستخلصها من وثائق الارشيفين البريطاني والايطالي هما روايتي “بير بوتونس و وادي ماجد”… وغدا نكمل