
نيامي – 22 أكتوبر 2025
استفاقت العاصمة النيجرية نيامي على حادثة صادمة فجر اليوم، بعد أن أقدمت مجموعة مسلحة على اختطاف مواطن أمريكي من حي “شاتو 1″، الذي لا يبعد سوى مئات الأمتار عن القصر الرئاسي الذي يقيم فيه الجنرال عبد الرحمن تياني، قائد المجلس العسكري الحاكم. العملية التي نُفِّذت داخل واحدة من أكثر المناطق تحصيناً في البلاد، تؤشر إلى انهيار غير مسبوق في المنظومة الأمنية التي لطالما تباهت بها السلطات العسكرية.
مصادر محلية رجّحت أن تكون جماعة “الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى” (EIGS) وراء العملية، بالنظر إلى نشاطها المتزايد في محيط العاصمة خلال الأشهر الأخيرة. وإذا ثبتت هذه الفرضية، فإنها ستؤكد أن الجماعات الجهادية عبرت الخط الأحمر الأخير، بعد أن نقلت معاركها من الأقاليم النائية إلى قلب العاصمة.
منذ استيلاء الجيش على السلطة في يوليو 2023، وعد الجنرال تياني باستعادة الأمن و”إنقاذ البلاد من الفوضى”. لكن بعد مرور أكثر من عامين، تبدو الصورة مغايرة تماماً: تصاعد للعمليات الجهادية، انهيار التنسيق بين الأجهزة الأمنية، وتراجع ثقة المواطنين في قدرة الدولة على حمايتهم. حتى العاصمة، التي كانت تُعتبر آخر معاقل الأمان، لم تسلم من الانفلات.
عملية الاختطاف الأخيرة ليست مجرد حادثة أمنية عابرة، بل هي انعكاس مباشر لعجز السلطة الحالية عن فرض سيطرتها حتى على أكثر المواقع رمزية في البلاد. عندما يُختطف أجنبي على مقربة من القصر الرئاسي، فإن الرسالة واضحة: الدولة فقدت قدرتها على حماية نفسها، قبل أن تحمي مواطنيها.
النيجر اليوم تقف أمام منعطف خطير. فبينما ينشغل المجلس العسكري في تثبيت حكمه، تتهاوى مؤسسات الدولة تحت وطأة التهديدات الأمنية. ومع كل يوم يمر، يزداد الشعور العام بأن البلاد تنزلق نحو حالة من الفوضى الشاملة، وأن الانهيار لم يعد احتمالاً، بل واقعاً قائماً.