
سبق و كتبت أن حركة التاريخ ليست في صالح ترامب ولا بلاده و لن تسمح له المؤسسات ” الصلبة ” فيها بتولي الحكم مرة أخرى ، وإن سمحت فلن يستمر ، وقلت أن أمريكا تتصدع أو بالأحرى تصدعت وتنتظر إعلان تفككها وقد عجل بها ترامب بعد أن حولها من دولة عظمي إلى دولة وظيفية مثل قطر و الامارات ومدن الملح ، و أن هذا التفكك –بناء على نظرية التسارع الزمني – سيكون سريعا ،و لن ننتظر عقودا لتنهار وتتفكك أمريكا كحال الأمبراطوريات السابقة ، و هي الآن تنطبق عليها الآية “فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ﴾ 14سبأ
ودابة الأرض هنا هو الشعب الأمريكي نفسه، و الولايات التي تجهز للانفصال والمؤسسات “الصلبة ” وأولى الولايات إنسلاخا ستكون ولاية كاليفورنيا ، وهذا ليس تنبأ وأنما هو الرصد الدقيق لحالة الضجر والضيق ورغبة أبناء الولاية -التي يبلغ إنتاجها القومي 3.2 تريليون دولار(40 مليون نسمة ) و تعد خامس أكبر إقتصاد في العالم – في الإنسلاخ من هذه الفيدرالية المعيقة لها والمرهقة ماليا ، بعد أن قضت في الإتحاد الأمريكي 170 عاما – انضمت 1850 عام إنسلاخا من المكسيك- وفي 2016 قامت محاولة جادة للإنفصال، لكنها لم تنجح
ومؤخرا وافقت سلطات الولاية وحاكمها على اقتراح الناشط السياسي ماركوس إيفانز على جمع توقيعات
ما لا يقل عن 546,651 توقيعًا على طلب الإنفصال ، وهو العدد الذي يمثل 5% من إجمالي أصوات الناخبين في انتخابات حاكم الولاية عام 2022. وهو رقم يؤكد إيفانز بساطته …. ولاتمثل كاليفورنيا فقط دابة الأرض ، وإنما أيضا مشكلات ترامب مع المؤسسات الصلبة و مجمعات الحكم ، وأيضا المظاهرات المليونية الحاشدة (2600 مظاهرة ) التي خرجت في في نحو 2700 مدينة وبلدية وشارك فيها نحو 7 ملايين شخص – كبداية – تحت شعار “لا ملوك في امريكا ” احتجاجا على ما وصفه المشاركون بالنزعة الاستبدادية لدى الرئيس دونالد ترامب. وما اعتبروه تقويضا للمعايير الديمقراطية والإجراءات الحكومية التي اتخذها ضد المهاجرين والمعارضين السياسيين. ولاحظ أن المظاهرات تخرج للمرة الثانية ضده في خلال شهور ، ويمكن أن نعد الماسونية العالمية أيضا دابة الأرض الحقيقية وأنها هي التي ساهمت فيما سبق لأنها بالفعل بدأت في نقل مركزها العالمي من أمريكا إلى الصين كما سبق أن نقلت مركزها الإقليمي من بيروت إلى دبي أما من يماثلون الجن هنا فهم أصحاب دبي و باقي مدن الملح وممالك الوهم على الخليج الفارسي وعزب الصفيح في مناطق أخرى التي دفعت الجزية لترامب وأباحت شعور نسائها لرجاله وكشفت مؤخرات رجالها للعابرين على الطرق ، الذين أنفقوا مئات المليارات لهدم الدول العربية ( ستنهار دبي لأن مركز الماسونية الإقليمي سينقل ولكن كما حدث في بيروت سيحدث فيها وفي ممالك الوهم ومدن الملح وعزب الصفيح الهشة وتسمحى هذه النتوءات القبلية قبل انهيار أمريكا ، و في أمريكا : ماذا ستفعل ” المؤسسات الصلبة ” لكي تتخلص من تلك المصائب ؟ هل ستغتال ترامب لإطالة عمر الإتحاد أم ماذا ستفعل ؟ تقديري أن إخراج ترامب من المشهد بأي شكل حتمي ، ولكن ماذا سيفعل هو ؟ هل سيتخذ قرارا نيرونيا (نسبة إلى نيرون ) ؟ أعتقد سيحدث ، ولكنه لن يحرق أمريكا فقط …. الفضاء مفتوح على إحتمالات مرعبة ، خصوصا هذه الممالك والمدن الهشة وكلاء ابليس وحلفاء إسرائيل ، لأن بقاء حليفتهم إسرائيل نفسها أصبح من المحال بعد أن تتفكك أمريكا وينهار النظام العالمي الذي أوجدها .. في تقديري أن ذلك سيحدث خلال عامي 26-2027