
تجدد العنف في مالي خلال الأيام الأخيرة بشكل لافت، بعد تنفيذ جماعة نصرة الإسلام والمسلمين ثلاث هجمات دامية استهدفت الجيش المالي وحلفاءه الروس، إضافة إلى مدنيين، في سياق تصعيد متواصل يفاقم الحصار على العاصمة باماكو وعدة مدن أخرى.
صبيحة الأحد 19 أكتوبر 2025، أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن تفجير عبوة موجهة استهدفت دورية عسكرية بين منطقتي كولوند جابا وكاندجانا في ولاية سيكاسو، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجيش المالي. ويأتي الهجوم بعد يومين فقط من عملية كبيرة في المنطقة نفسها، حيث تعرضت قافلة تضم 50 شاحنة وقود لهجوم مسلح أُحرقت خلاله جميع الصهاريج، مما أسفر عن مقتل 21 جنديًا ماليًا و6 سائقين مدنيين، إضافة إلى اعتقال نحو 20 سائقًا.
في مساء اليوم ذاته 19 أكتوبر، استهدفت عبوة ناسفة آلية تابعة للجيش المالي والفيلق الروسي بين نامبالا وجابالي في ولاية سيغو، ما أسفر عن مقتل عدد من الجنود الماليين والعناصر الروسية، بحسب ما أفادت به مصادر محلية.
ولم تقتصر موجة العنف على الأهداف العسكرية، إذ انفجر لغم يدوي الصنع قرابة الساعة الثالثة عصر الأحد في حافلة نقل مدنية تابعة لشركة تشيبوروجو كانت في طريقها نحو زيغوا وكاديوالو، على بعد 15 كيلومترًا جنوب سيكاسو. أدى الانفجار إلى سقوط عدد من الضحايا المدنيين وتدمير الحافلة بالكامل.
تأتي هذه التطورات ضمن حملة كثيفة تشنها الجماعة المسلحة منذ مطلع سبتمبر 2025، بهدف تشديد الخناق على العاصمة باماكو ومحاصرة الإمدادات الحيوية، خصوصًا الوقود. ويعاني السكان من أزمة خانقة في البنزين والديزل، حيث اصطفت السيارات والدراجات في طوابير طويلة أمام محطات الوقود القليلة التي لا تزال تعمل.
ويحذر مراقبون من أن استمرار الهجمات وقطع خطوط الإمداد يهددان بانهيار الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد، في وقت يواجه فيه الجيش المالي تحديات متزايدة لتأمين الطرق المؤدية إلى العاصمة .