
في تطور دموي جديد يعكس تصاعد وتيرة العنف في منطقة الساحل، ارتفع عدد ضحايا الهجوم المسلح الذي استهدف موقعًا عسكريًا للقوات المسلحة النيجرية في مدينة بانيبانغو، غرب البلاد، إلى 73 قتيلًا و27 جريحًا، مع 9 عناصر ما يزالون في عداد المفقودين. الحصيلة المفجعة تم تأكيدها صباح اليوم عقب عمليات تمشيط أجرتها وحدات عسكرية في المنطقة.
◾ صدمة وطنية ومؤشرات خطرة
هذا الهجوم، الذي تبنّته عناصر تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى (EIGS)، شكّل صدمة وطنية داخل النيجر. ويُعد من أكثر الهجمات دموية التي تستهدف القوات المسلحة النيجرية منذ شهور، ما يطرح تساؤلات جدية حول جاهزية الجيش في تلك المنطقة الحدودية الحساسة، المحاذية للحدود مع مالي.
◾ تقرير عسكري يكشف تفاصيل صادمة
وفقًا لتقرير عسكري اطلعنا عليه، فقد كان يتواجد في الموقع 198 عنصرًا من قوات الجيش (FAN) أثناء الهجوم. وفي خضم المواجهة، تراجعت تسع مركبات عسكرية دون قتال، فيما سقط 73 جنديًا “بشجاعة وشرف” بحسب وصف التقرير الرسمي. كما أُصيب 27 آخرون، في حين فُقد الاتصال بـ9 عناصر. وقد تمكن 89 جنديًا من الانسحاب مع مركباتهم، مستفيدين من تضحية رفاقهم الذين بقوا على خطوط الاشتباك.
◾ تغير في استراتيجية التواصل الرسمي
اللافت في هذا الحادث هو السرعة غير المعتادة للمجلس العسكري الحاكم (CNSP) في إصدار بيان رسمي أولي، وذلك على خلاف العادة السابقة التي كانت تتسم بالتكتم أو الإنكار. هذه السرعة ربما تهدف لاحتواء الغضب الشعبي وتفادي الانتقادات المتزايدة حيال الأداء العسكري والأمني في البلاد.
خلاصة
تؤكد مأساة بانيبانغو أن التهديد الجهادي في منطقة الساحل لا يزال في تصاعد مقلق، رغم الانقلابات العسكرية والتغييرات السياسية التي بررت نفسها بمحاربة الإرهاب. ويبدو أن الجيش النيجري، ورغم الشجاعة الفردية لعناصره، يواجه تحديات تنظيمية وتسليحية واستراتيجية حقيقية، تتطلب مراجعة شاملة وعاجلة قبل أن تتكرر الكارثة في مناطق أخرى.
المصدر : الصحفي النيجري حامد أمدو نجادي