
في 18 يونيو 2025، شنّ الجيش المالي مدعومًا بمرتزقة “الفيلق الإفريقي” وعناصر من مليشيا (MSA)” عملية عسكرية في منطقة أجغاروم الواقعة بوادي أزجارات جنوب ولاية ميناكا، استهدفت المدنيين بشكل مباشر، دون أن تسجّل أي اشتباكات مع الجماعات المسلحة.
وبحسب مصادر محلية، اقتحمت القوة المشتركة عدة تجمعات سكنية، حيث أحرقت منازل وصادرت ممتلكات المدنيين، في تصرف بات مألوفًا ضمن سياسة ممنهجة لإفراغ المنطقة من سكانها الأصليين. وأكدت نفس المصادر أن العملية لم تشهد أي مقاومة أو اشتباك، ما يشير إلى غياب أهداف عسكرية حقيقية، وتركيز العملية على إرهاب المدنيين وتهجيرهم.
في المقابل، زعمت وسائل إعلام محسوبة على السلطات المالية أن العملية أسفرت عن تدمير قاعدة إرهابية واعتقال عدد من “العناصر”، إلا أن مصادر خاصة من مدينة ميناكا نفت ذلك، مؤكدة أن القافلة العسكرية عادت محمّلة بأغراض مدنية ولم تدخل أي مواجهات مسلحة ؛ وأكدت ذات المصادر أن الدورية احرقت منازل المدنيين كما افتعلت حرائق في الغابات .
وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة تحركات عسكرية تستهدف القرى والمناطق النائية جنوب ميناكا، حيث أصبحت دوائر أندرابوكاني وأنوزغرين قواعد خلفية للجماعات المسلحة بعد فرار سكانها بسبب القمع والاعتداءات. وتشير المعطيات إلى دور كبير لعبته مليشيا MSA في هذه الهجمات، إلى جانب الجيش المالي ومرتزقة الفيلق الإفريقي.
وسط هذا التصعيد، تتفاقم الأوضاع الإنسانية في المنطقة، في ظل استمرار الاعتداءات، وغياب أي حماية دولية أو آلية محاسبة تردع القوى المتورطة في الانتهاكات بحق السكان العزّل.