دعت وزارة الخارجية الألمانية، اليوم الأربعاء، جميع مواطنيها الموجودين في مالي إلى مغادرة البلاد “على وجه السرعة”، محذّرة من تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في العاصمة باماكو والمناطق الجنوبية من البلاد.
وقالت الوزارة في بيانها الصادر في 29 أكتوبر، إن السفر إلى مالي بات يشكّل خطراً شديداً، ونصحت المواطنين باستخدام الرحلات التجارية المتاحة من مطار باماكو، مشيرة إلى أن التنقّل البري أصبح “شديد الخطورة” بسبب استهداف الجماعات المسلحة للقوافل والطرق الوطنية.
وأوضحت الخارجية الألمانية أن الجماعات الجهادية كثّفت منذ سبتمبر الماضي هجماتها ضد شاحنات الوقود على المحاور الحيوية في الجنوب الغربي، مما أدى إلى نقص حاد في البنزين والديزل بالعاصمة وتوقّف شبه تام للحياة العامة.
يأتي التحذير الألماني بعد إجراءات مماثلة من الولايات المتحدة وأستراليا، حيث دعت كلتاهما رعاياهما إلى مغادرة مالي فوراً بسبب التدهور الأمني المتسارع. وتبرر بيانات الخارجية الألمانية و الأمريكية و الأسترالية هذه الإجراءات المشددة بأن « الجماعات الإرهابية تقترب يوماً بعد يوم من العاصمة،» في ظل حصارٍ متواصل بدأ في السابع من سبتمبر الماضي وشلّ الإمدادات القادمة من السنغال وساحل العاج وغينيا.
وخلال الأسابيع الأخيرة، دخلت باماكو في حالة أشبه بالشلل، إذ توقفت المدارس عن العمل بسبب انقطاع الكهرباء ونفاد الوقود، وتعطلت وسائل النقل العام في مختلف أنحاء المدينة، فيما تتضاعف المخاوف من وقوع هجوم كبير قد يستهدف العاصمة قريباً.
وأفادت مصادر ميدانية للنهضة بأن مقاتلي الجماعات المسلحة هاجموا أمس الثلاثاء قافلة عسكرية كانت ترافق شاحنات وقود على بعد نحو 30 كيلومتراً من باماكو، وتمكنوا من السيطرة عليها وإحراقها بالكامل.
منذ بداية الحصار، تم احراق مئات الشاحنات التي كانت تنقل الوقود والمواد الغذائية إلى العاصمة على محاور رئيسية غرباً وجنوباً، ما فاقم معاناة السكان وأدخل البلاد في أزمة معيشية خانقة.
ويحذر مراقبون من أن اقتراب الجماعات الجهادية من باماكو يشكل منعطفاً خطيراً في مسار الحرب الدائرة منذ أكثر من عقد في مالي، معتبرين أن استمرار العزلة وغياب الوقود والكهرباء ينذران بانهيار شامل للوضع الإنساني في المدينة المحاصَرة.
- بدأ المرحلة الثانية من حصار الوقود في مالي… مقتل جنود وسائقين و إحراق عشرات صهاريج الوقود قرب بماكو
- جبهة تحرير أزواد تنفي افتتاح مكتب في ساحل العاج وتتهم باماكو بحملة تضليل إعلامية
- الذكرى السنوية الأولى لتأسيس جبهة تحرير أزواد: حصاد عام من الكفاح والتنظيم نحو الهدف الأسمى: الإستقلال
- موجة جديدة من الانتهاكات ضد المدنيين في تمبكتو : 14 قتيلا على يد الجيش المالي والفيلق الإفريقي.
- لوفيغارو : فرنسا تقلّص طاقمها الدبلوماسي في مالي بسبب تدهور الوضع الأمني
