أعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، المرتبطة بتنظيم القاعدة، مسؤوليتها عن هجوم جديد استهدف قافلة عسكرية تابعة للجيش المالي كانت ترافق صهاريج وقود بين مدينتي سوريبوقو ونيقيلا في ولاية كايس، ظهر اليوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 على بعد نحو ثلاثين كيلومتراً فقط من العاصمة باماكو.
وتمكن مقاتلوها من السيطرة على الصهاريج وإحراقها بشكل كامل، في حين فرّ عناصر الجيش المالي الذين كانوا يؤمّنون القافلة ولجأ بعضهم إلى منازل المدنيين في سوريبوغو، ولم يصدر أي تعليق رسمي من الجيش حتى الآن.
ويعد هذا الهجوم من أكبر العمليات التي طالت خطوط إمداد الوقود خلال الأسابيع الأخيرة، في وقت تشهد فيه البلاد أزمة طاقة غير مسبوقة. فمنذ سبتمبر الماضي، كثّفت الجماعة هجماتها على الصهاريج والطرق الحيوية المؤدية إلى المدن الكبرى، ما أدى إلى تدمير مئات الشاحنات وفق مصادر محلية وشهود عيان.
وتأتي هذه التطورات بعد إعلان نصرة الإسلام والمسلمين مطلع سبتمبر فرض حصار على مدينتي كاي ونيورو، ومنع دخول الوقود من جميع الجهات، الأمر الذي أدى إلى شلل شبه تام في حركة النقل وانقطاع الإمدادات الأساسية في أنحاء مالي. وقد تسببت الأزمة في نفاد البنزين من الأسواق في أغلب المدن، بما في ذلك العاصمة باماكو، حيث تشهد محطات الوقود القليلة المتبقية ازدحاماً خانقاً، ويضطر المواطنون إلى الانتظار أياماً طويلة في طوابير تمتد كيلومترات.
وتنعكس أزمة الوقود مباشرة على البنية التحتية والخدمات الأساسية، إذ أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي وتوقف الدراسة في البلاد، ما فاقم معاناة السكان في ظل تدهور الوضع الأمني والاقتصادي.
وفي ظل هذه التطورات، أصدرت عدة دول غربية تحذيرات لرعاياها في مالي، حيث دعت الولايات المتحدة وهولندا مواطنيهما إلى مغادرة البلاد فوراً، بينما حثت دول أخرى مثل تركيا وكندا و المانيا مواطنيها على تجنب السفر إلى الأراضي المالية بشكل كامل، بسبب ازدياد وتيرة الهجمات المسلحة وغياب الأمن على الطرق الحيوية.
ويشير مراقبون إلى أن تقدم هجمات نصرة الإسلام والمسلمين باتجاه العاصمة يعكس تصعيداً استراتيجياً يهدد بقطع شريان الإمداد الحيوي الأخير لباماكو، ما يضع الحكومة المالية أمام تحدٍ خطير قد يعيد تسليط الضوء على هشاشة سيطرتها خارج العاصمة، على الرغم من وجود مرتزقة روس في البلاد.
