نفذت جبهة تحرير أزواد مساء الجمعة، 24 أكتوبر 2025، هجوماً بطائرة مسيّرة انتحارية على موقع عسكري مالي داخل معسكر الأمم المتحدة السابق في مدينة كيدال، ما أسفر عن تدمير مركز التحكم في المسيّرات التابعة للجيش المالي، وفق ما أعلنت مصادر أزوادية.
وأظهر تسجيل مصوَّر بثّه الجيش الأزوادي لحظة استهداف المركز، إذ بدت الطائرة المسيّرة وهي تصطدم بالهدف داخل المعسكر قبل أن تنفجر، في ما اعتُبر دليلاً على دقة الإصابة. وتقول مصادر في الجبهة إن هذا الهجوم يأتي في إطار جهودها “لتقليص قدرات الجيش المالي الجوية وتقويض تفوقه التقني في أزواد ”.
بيان الجيش الأزوادي
وجاء في بيانٍ أصدره الجيش الأزوادي أكد أنه “في مساء يوم 24 أكتوبر 2025، نفذ الجيش الأزوادي بنجاح ضربة دقيقة بطائرات مسيّرة انتحارية استهدفت معسكر قوات الجيش المالي في المعسكر السابق لبعثة الأمم المتحدة (مينوسما) بمدينة كيدال. وقد أسفرت هذه الضربة حسب بيان الجيش الأزوادي « عن تدمير هدف استراتيجي للعدو داخل القاعدة العسكرية ».
و تأتي هذه العملية ضمن سلسلة من الضربات الاستباقية الرامية إلى تحييد مصادر التهديد التي تستهدف المدنيين الأزواديين، واستعادة السيطرة على المجال الجوي في أزواد.
حصار محكم وتراجع للأنشطة المالية
بحسب مصادر ميدانية من أزواد، تفرض قوات الجبهة حصاراً فعلياً على كيدال وضواحيها، ما أدى إلى تراجع التحركات العسكرية المالية وتقليص الانتهاكات التي كانت تُسجَّل يومياً في السابق ضد المدنيين.
ويعتمد الجيش بشكل متزايد منذ 2023 على المسيّرات التركية من طراز “بيرقدار” Bayraktar في مراقبة المدن الأزوادية و كثف عمليات استهداف المدنيين في السابق بغية زيادة أعداده و نشر انتصاراته الوهمية في إطار دعاية الحرب ” ضد الإرهاب “
ويتجنب الجيش المالي والفيلق الإفريقي المواجهة المباشرة مع المقاتلين الأزواديين بعد فشلهم في عدة هجمات مباشرة في مناطق تين ظواتين، وألكت، وتاجمرت، وأنو ملان.
تصاعد الهجمات بالطائرات المسيّرة
شهدت الأشهر الأخيرة تصاعداً في وتيرة استخدام جبهة تحرير أزواد للمسيّرات الهجومية والانتحارية، مستهدفةً مواقع ومنشآت عسكرية في مناطق عدة من أزواد، بينها تيساليت، أجلهوك، غوندام، تمبكتو، وليري و كيدال . وتقول الجبهة إن عملياتها أسفرت عن “خسائر مادية وبشرية كبيرة” في صفوف القوات المالية والروسية المتحالفة معها.
ويرى مراقبون أن هذا التطور يعكس نقلة نوعية في القدرات التكتيكية للجبهة، مع انتقالها من الحرب التقليدية إلى استخدام تقنيات الطائرات المسيرة ، ما قد يعيد رسم موازين القوى في أزواد، ويزيد من تصاعد قوة الجبهة على حساب الجيش المالي والفيلق الإفريقي والملشيات المحلية.
