
في تصعيد جديد يعيد إلى الأذهان الممارسات العنيفة التي صاحبت وجود مجموعة فاغنر في أزواد، نفذت القوات المالية بالتعاون مع عناصر من الفيلق الإفريقي، غارة جوية استهدفت قرية أماسين في ولاية كيدال بإقليم أزواد، ما أدى إلى مقتل مدني وتدمير ممتلكات خاصة، وفقًا لشهادات محلية.
هذا الاستهداف يأتي ضمن سلسلة من العمليات العسكرية التي لا تفرّق بين الأهداف المدنية والعسكرية، في استمرار لنهج اتُّبع منذ وجود فاغنر، والذي أدى سابقًا إلى مقتل المئات من المدنيين العزّل، من بينهم نساء و أطفال و شيوخ ، كما أسفرت عن مقتل مالا يقل عن 70 منقبًا أجنبيًا في غارات جوية عشوائية شنّتها القوات المالية بمساندة فاغنر في مناطق مختلفة من أزواد، وخاصة في كيدال.
تفاصيل الغارة في أماسين

في مساء يوم الأحد 8 يونيو 2025 ، شنت طائرة مسيّرة تابعة للجيش المالي بقيادة الفيلق الأفريقي غارة على قرية أماسين، الواقعة على بعد نحو 60 كم من مدينة كيدال، وأسفرت عن:
- مقتل حدّاد مدني لا علاقة له بالحركات الأزوادية ولا بالجماعات المسلحة.
- تدمير سيارتين مدنيتين، هما:
- تويوتا 4×4 تعود لـحمدين أغ خمزة.
- هيلوكس مملوكة لـأحمد أغ بوخي.
الغارة تكشف عن استهداف عشوائي للمدنيين وممتلكاتهم، في وقت يعيش فيه سكان أزواد أوضاعًا إنسانية متدهورة بسبب النزاع طويل الأمد.
الفيلق الإفريقي… امتداد دموي لسياسات فاغنر
منذ استبدال فاغنر بما يسمى بـالفيلق الإفريقي، تواصلت العمليات العسكرية الجوية في أزواد دون تغيير في النهج:
- زرهو (تومبكتو) – 6 يونيو: غارات لم تسفر عن أضرار.
- السوك (كيدال) – 7 يونيو: قصف جوي دون خسائر.
- ديدي (بلدية بير): 7 يونيو: استهداف محطة وقود مدنية، أدى إلى خسائر مادية كبيرة رغم خلوّها من أي وجود مسلح و عدم صلتها مع أي جماعة جهادية .
اللافت أن هذه الهجمات تركّز على البنية التحتية الحيوية للمدنيين، في ما يشبه سياسة “الأرض المحروقة” التي اتبعتها فاغنر سابقًا، والتي لم تفرّق بين سوق و مسجد ومنجم ومدرسة ومستوصف.
سياسة التجويع والترهيب… والمجتمع الدولي غائب
الاستراتيجية المتبعة تقوم على تجفيف مصادر العيش في المناطق الخارجة عن السيطرة الفعلية لماللي عبر تدمير وسائل النقل، محطات الوقود وجميع مصادر العيش ، وحتى استهداف المنقبين عن الذهب، من دول إفريقية. في هذا السياق:
- يُقتل المدنيون الأبرياء بلا ذنب، كما حدث مع الحدّاد في أماسين.
- تُسحق الحياة الاقتصادية المحلية، ما يزيد من معدلات الفقر والبطالة.
خاتمة: مساءلة غائبة وعدالة مؤجلة
ما يجري في أزواد هو تكرار لمشهد سابق عنوانه الإفلات من العقاب. ومع عودة نفس التكتيكات تحت غطاء “الفيلق الإفريقي”، وهو قوة تابعة لوزارة الدفاع الروسية مباشرة و جميع جرائمها تعتبر روسيا مسؤولة عنها قانونياً ، عكس مرتزقة فاغنر الخارجين السيطرة .
إقرأ أيضا: بعد تفكيك “فاغنر” في إفريقيا: روسيا تتحول إلى شريك مباشر في عمليات الإبادة ضد سكان أزواد
من مذبحة مورا إلى هزيمة تينظواتن: فاغنر تغادر مالي مثقلة بالدماء ” المهمة لم تنجز “