
كيدال – أزواد – 2 مارس 2025 : في تقرير صادم صدر أمس، كشفت جمعية “كل أكال”، وهي منظمة مجتمع مدني مقرها في كيدال مكرسة للدفاع عن حقوق الإنسان في أزواد، عن تفاصيل مروعة عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت خلال شهر فبراير 2025. ووصفت الجمعية هذا الشهر بأنه “شهر الرعب والهمجية”، حيث تعرض السكان المدنيون في أزواد لأعمال عنف ممنهجة من قبل الجيش المالي ومرتزقة مجموعة فاغنر الروسية، بالإضافة إلى جماعات مسلحة مثل الدولة الإسلامية في الساحل و جماعة نصرة الإسلام والمسلمين
جرائم القتل العمد: 109 حالة مؤكدة
بدأ شهر فبراير بجريمة مروعة تمثلت في العثور على جثة المعلم داودا مايغا، الذي قُتل بوحشية بين مدينتي تلابيت وأجلهوك في 1 فبراير. وكانت هذه الجريمة مجرد بداية لسلسلة من الإعدامات خارج نطاق القضاء التي استهدفت المدنيين بشكل عشوائي.
في 7 فبراير، قُتل 45 مدنياً بالرصاص خلال هجوم في كوبي خلال كمين لداعش ، بينما أُعدم 15 مدنياً من مجتمع سونغاي في ضواحي أنسونغو على يد مرتزقة فاغنر.
وفي 10 فبراير، أُعدم مدنيون في تينالفغايامين وتاباغوت، بينما أصيبت عدة نساء بجروح خطيرة. واستمرت عمليات الإعدام في 12 فبراير في تنديندا، حيث أُعدم أربعة شبان على يد القوات المسلحة المالية ومرتزقة فاغنر.
وفي 16 فبراير، شهدت منطقة كيدال عمليات عنف واسعة النطاق، حيث فتحت دورية النار على الماشية في أسلغ قبل أن تعدم اثنين من المدنيين. كما تم تفخيخ جثتي الضحيتين بالمتفجرات، مما أسفر عن مقتل اثنين من أقاربهما. وفي منطقة إينورهي، تم استهداف أربع سيارات، مما أدى إلى مقتل 28 شخصاً، بينهم ثلاث نساء وفتاتان.
الاختطاف والاختفاء القسري والتعذيب: 19 حالة مؤكدة
شهد فبراير أيضاً زيادة في حالات الاختطاف والاختفاء القسري، مما ترك عائلات الضحايا في حالة من اليأس. في 5 فبراير، اختطفت دورية تابعة لمليشيا فاغنر بدي أغ إبراهيم وأيوبا أغ تلاتي في وادي إليوج. وفي 7 فبراير، اختطف أحمدو أغ محمد شمال بير.
وفي 21 فبراير، تعرض محمد أغ إمالحيت لتعذيب وحشي في مركوبة، حيث قام خاطفوه بقطع أذنيه قبل أن يتركوه ليموت.
عمليات النهب الممنهج والتدمير الواسع النطاق
تميز فبراير أيضاً بعمليات نهب وتدمير واسعة النطاق لممتلكات المدنيين. في 2 فبراير، تم نهب بلدتي تيلمسي وأظوا، وتجريد سكانهما من المواد الغذائية والوقود. وفي 9 فبراير، قام مرتزقة فاغنر والجنود الماليون بترويع التجار في السوق الأسبوعي في إيكديون ونهبوا الأموال والبضائع. وفي 10 فبراير، أُجبر التجار في تمبكتو على التوقيع على شيكات تحت التهديد قبل إعدامهم.
العواقب الإنسانية: نزوح جماعي للمدنيين
في مواجهة هذا العنف، لم يكن أمام السكان خيار سوى الفرار. في 21 فبراير، فرت مئات العائلات من منطقة كيدال إلى الجزائر. وشهدت الفترة من 21 إلى 23 فبراير تدفقاً هائلاً للنازحين على الحدود الجزائرية، حيث تجمعت شاحنات مكتظة بالعائلات المذهولة هرباً من القمع والعنف.
دعوة للتحرك الدولي
تدين جمعية “كال أكال” بأشد العبارات هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وتناشد المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين في أزواد. وتطالب الجمعية بوضع حد للإفلات من العقاب الذي يتمتع به مرتكبو هذه الجرائم، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن إلى المناطق المتضررة.
وختاماً، تؤكد جمعية “كال أكال” أنها ستواصل عملها في توثيق الانتهاكات ومساعدة الضحايا، مع الحفاظ على يقظة عالية بشأن تطور الوضع في أزواد. ويهدف هذا التقرير إلى رفع مستوى الوعي بخطورة الوضع في المنطقة، والتشجيع على استجابة دولية تتناسب مع حالة الطوارئ الإنسانية والأمنية التي تواجهها أزواد.
