*يروادني* تساؤل مع استغراب كلما حدث إنقلاب في أفريقيا! إن كان العسكر الذي يقود الإنقلابات دائما هم أكثر حرصا على مصلحة البلاد، فلماذا لا يتم فتح قنوات نقاش مع من في السلطة وتوجيهه حسب ما تقتضيه مصلحة الوطن والشعب قبل الإنقلاب ؟! ثم رغم كثرة الإنقلابات في أفريقيا هل ثمة هناك إنقلاب نجح وقاد البلاد الى التنمية وحقق العدالة وانهى صور الإستعمار وتدخلاته؟!
الإنقلابات في أفريقيا مجرد شره للمال العام والعيش فترة من البذخ في كنف السلطة المنفردة.
عندما انقلب العسكر على إبراهيم كيتا في مالي عللوا انقلابهم بأنه تنازل عن تراب مالي لصالح الإنفصاليين ” الأزواديين” وأبرم اتفاقا مجحفا للدولة المالية! وفور وصولهم الى كوليبا تملصوا من الإتفاق رغم المخاض الصعب الذي انتجه و الضمانات الدولية التي يحظى بها وأرجعوا جهود الجميع الى مربع البداية ” حاليا لا حرب ولا سلم”
قادة الإنقلاب في النيجر عللوا انقلابهم بسوء إدارة الدولة وتردي الوضع الأمني وتكوين مليشيات… “
النيجر كدولة خالها الجميع البلد المستقر سياسيا واجتماعيا وأدرك شعبه وسياسيه تركيبته الإجتماعية المتنوعة وأصبح وجهة للغربيين والشرقيين الذين دفعهم الإضطراب السياسي في بلدان اخرى ” مالي، بوركينا، …” الى البحث عن بديل أكثر استقرارا، وبدأت النيجر بالفعل تجني بعض ثمار الإستقرار، فقد شهدت العاصمة نيامي في السنوات الأخيرة حركة عمران ملحوظة ، تركيا انجزت مشاريع ضخمة في النيجر، شيدت المطارات والمستشفيات وبنت ارقى المدراس والفنادق، بينما الصين هي الأخري تستثمر في البنى التحتية من مستشفيات وجامعات وطرق ، فضلا عن النشاط التجاري لرجال الاعمال من أبناء النيجر وغيرهم ممن قدموا الى النيجر بفضل الإستقرار.
ومهما قيل في انتقاد فترة بازوم _رغم أنها لم تكتمل بسبب الإنقلاب فإن أي زائر للنيجر يلاحظ انفتاحا وحضورا قويا للمشاريع الإستثمارية الخارجية، والقمم السياسية، وقد استضافت نيامي القمة الأفريقية للتصنيع والإقتصاد وقمة قادة الأفارقة ، كما احتضنت مؤتمرات دولية كبرى انعكست ايجابا على إنعاش الإقتصاد وتعبيد الطرق.
أصبحت النيجر تلعب دورا مهما في محيطها الدولي والمحلي وتصنع لنفسها مكانة سياسية واقتصادية، فمن خلال سفيرها بليبيا بدأت في فتح طريق تجاري يربط بين ليبيا والنيجر وأقيم معرض قبل أشهر للصناعات الليبية في نيامي تمهيدا لضخ الأسواق النيجرية بالبضائع الليبية .
عربيا عززت النيجر علاقاتها مع الدول العربية و الخليجية لدعم البلد في جهود التنمية وتخفيف وطأة الفقر وفتح المجال أمام العمل الخيري رغم محاولة بعض الدول الغربية الحد من نشاطه أو فرض قيود على عمل المؤسسات الخيرية.
أمنيا اتسمت ولاية بازوم _ لم تكتمل بسبب الإنقلاب _ بالبحث عن حلول بديلة للمشاكل الأمنية وتفاوض مع بعض الإرهاييين وحرر بعضهم من السجون بشروط ومن أجل الحد من تنامي التطرف في البلد.
استضافت النيجر قادة أزواد اكثر من مرة من أجل تكاتف الجهود لصناعة سلام لن يتحقق إلا بجهود الجميع.
السيد محمد بازوم المنحدر من أسرة عربية نيجرية يدرك جيدا ان العالم مقبل على مرحلة تعدد الأقطاب وتعامل مع القطب الغربي والشرقي واتباع القطبين وهذا ما يغضب بعض جيرانه وخاصة من ارتموا في احضان بوتين سريعا.
أيوب شمد