 
        قُتل عشرون مدنياً على الأقل، معظمهم من النساء والأطفال، في غارة جوية شنّها سلاح الجو المالي مساء يوم الأربعاء 29 أكتوبر 2025 على تجمع مدني خلال حفل زفاف في منطقة تقع غرب مدينة غوسي، بولاية تمبكتو ، في أحدث حلقة من سلسلة الغارات التي تستهدف قرى وأرياف أزواد.
وأكدت مصادر محلية أن الانفجارات المدمّرة حولت المناسبة الاجتماعية إلى مجزرة مروّعة، وسط غياب تام لأي تواجد مسلح في المنطقة المستهدفة، ما يعزز الاتهامات الموجهة إلى السلطات المالية بانتهاج سياسة ممنهجة ضد السكان المدنيين في أزواد.
ومنذ عام 2023، نفذ الجيش المالي، بمشاركة “الفيلق الإفريقي الروسي/ فاغنر سابقا”، عشرات الضربات الجوية ضد مناطق آهلة بالسكان في ولايات تمبكتو، كيدال، وميناكا. وتشير منظمات محلية في أزواد إلى أن هذه الغارات أودت بحياة ما لا يقل عن ألف مدني من العرب والطوارق والفلان خلال العامين الماضيين، وسط صمت دولي متزايد تجاه تصاعد العنف ضد المجتمعات الشمالية.
تأتي هذه التطورات في وقت تحاصر فيه الجماعات الجهادية العاصمة المالية باماكو، إذ كثّفت هجماتها على القوافل العسكرية ومنعت وصول الوقود والإمدادات إلى العاصمة، ما تسبب في شلل شبه تام للحياة اليومية وتوقف الدراسة وأعمال النقل والتجارة.
ورغم أن الجيش المالي يبرر عملياته الجوية بأنها تستهدف العناصر الجهادية، تشير الوقائع الميدانية إلى أن معظم الغارات تقع في المناطق البعيدة عن خطوط المواجهة، بينما يتجنب سلاح الجو المالي شن هجماته في الجنوب لأسباب تتعلق بالخوف من سقوط ضحايا مدنيين ماليين.
أما في أزواد، فيرى مراقبون أن المدنيين تحولوا إلى أهداف يومية، وأن سياسة التفريق في التعامل بين سكان أزواد والجنوب تعكس وجهة نظر رسمية تقوم على تمييز عنصري واضح ضد مكونات أزواد، التي تطالب منذ سنوات بالاعتراف بحقوقها السياسية والثقافية.

 
         
         
         
         
        