



بينما يواصل العالم تركيزه الكامل على حرب أوكرانيا وما خلفه القصف الروسي من نتائج إنسانية مؤسفة، تواصل تنظيم داعش جرائمها البشعة في منطقة الصحراء ” أزواد” فبعد ان هجر هذا التنظيم قرى كاملة غرب الإقليم ” تاجلات….” وما يعرف بثلاثة حدود ” بوركينا، مالي ، النيجر”
تركزت هجمات التنظيم على جنوب الإقليم وما يعرف محليا ب “آقلا” وكانت بداية موجة القتل التى اقدم عليها هذا التنظيم بعد اصدار فتوى من قبل قاضي التنظيم قبل موته ” يوسف شعيب” تقضي بكفر اهل المنطقة ووجوب قتالهم، الفتوى استجاب لها مئات من انصار داعش وقدموا من اماكن عدة من غرب افريقيا لتنفيذها.
مآسي قرى *إن سنانن، تاملت، آنو زقرين ،تين اجروف، وبوادى متفرقة* تبقى شاهدة على بشاعة هذا التنظيم وما وصل إليه من الجرم مدفوعا بحقد عجز حكماء المكان عن إدراك أسبابه.
النزوح داخليا وقصص النجاة
منطقة آقلا _وهي أكبر جهات الإقليم من حيث عدد السكان_ ” غير رسمي” تكاد تكون قد أفرغت من سكانها واتجه من نجا منهم مشيا على الأقدام نحو منكا وقرى تابعة لها، بلدية تيجريرت وحدها وحسب احصائية قام بها محافظ القرية ولجنته بالأمس الأحد 29/5/2022 وصل عدد النازحين الى القرية 250 شخصا والعدد في تزايد ومن بينهم عجزة وكبار السن وسبعة نساء بلا معيل بعد مقتل أزواجهن ويؤكد الأستاذ عيسى اللادي وصول هولاء تاركين كل ما لديهم من ممتلكات وأغراض وثروة حيوانية ومحال تجارية فارين من جحيم داعش ومن هول صدمة ما رأوا تعانى النساء والاطفال من آثار نفسية وخوف ملازم لهم ورفضوا التمركز على مسافة من البلدة ” تيجريرت” حتى يسهل احصاءهم و تقديم المعونات لهم وتنظيم نصب الخيم.
*اهالى* بلدة تيجريرت اسرعوا وحشدوا طاقاتهم في جمع المساعدات من الفرش ومواد غذائية وآواني ولكن العدد فاق قدرات وامكانيات بلدة صغيرة محدودة السكان كما يؤكد بعض اعضاء لجنة القرية ويناشدون أصحاب الأيادي البيضاء والمحسنين والمنظمات المحلية والدولية بضرورة الإسراع في تقديم المساعدات لهولاء النازحين وخاصة الخيم قبل سقوط الأمطار.
قصص نجاة من نجا صادمة وقد احتمى بعضهم إلى أعالي الأشجار اثناء هجوم داعش، وقطع كثيرون مسافات طويلة ليلا مشيا على الأقدام هربا من شبح موت يطاردهم.
الحقوقي أيوب أغ شمد عضو في منظمة إيموهاغ الدولية والرئيس السابق لها.
.