لاجئات اوكرانيا……….حول ازدواجية معيار العدل في مسألة اللاجئين.
باستقبال دول اوربا للأوكرانيين استقبالا حسنا و المقارنة العنصرية بينهم وبين سابقيهم من اللاجئين العرب والأفارقة والأسيويين وحملة الإستنكار العربية الافريقية التي انتشرت في وسائل الاعلام ومواقع التواصل ،أقول لهؤلاء المستنكرين على رسلكم ولماذا تغضبون؟! هل تعتقدون انهم سيساوون بينكم وبين ابنائهم ذوي البشرة البيضاء والشعر الأصفر كماقالوا ، وأنهم ليسوا مثل اللاجئين القادمين من إفريقيا والعراق وسوريا وافغانستان، واقول لمن استنكر هذه الازدواجية في المعاملة :انهم يروننا عبيد وحثالة العالم . ولا تنتظروا منهم غير ذلك ، ولهذا فقد ارتكبوا ضدنا افظع الجرائم فقتلت فرنسا في الجزائر 45الفا في مايو 1945 في سطيف ، وفي عام 1957 اختطفت 8 ألاف جزائري من منازلهم وعذبوا ووضعت أرجلهم بعد التعذيب في قوالب اسمنت وتركوهم حتى جفت ثم حملتهم الطائرات العسكرية الفرنسية لتلقي بهم في البحر ليموتوا غرقا ، وما بين عامي1960-1966 أجرت فرنسا 17 تفجيرا نوويا تسبب في مقتل 42 الفا غير من اصابهم الإشعاع فماتوا بالسرطان ، وفي تشاد ذبحت القوات الفرنسية 400عالم وفقيه وشيخ بعد أن حاصرتهم في مساجد مدينة أبشه أثناء صلاة الفجر واقتادتهم للذبح بالسواطير بعد أن أحرقت نسخ القرآن ومخطوطات الفقه في ما عرف بمجزرة كبكب ،فضلا عن مذابحها حديثا ضد الطوارق في ازواد ،، وفي جنوب إفريقيا قتل الإنجليز 28الف إفريقي أثناء حرب البوير الثانية بين عامي 1899-1902 وفي الهند توفي 29مليون هندي جوعا جراء مجاعة اصابت البلاد في نفس الوقت الذي كانت فيه سفن الإنجليز تنقل ملايين الأطنان من القمح من الهند الى انجلترا ،أما ملك بلجيكا الملعون فقد أمر بقتل 10مليون إفريقي في الكونغو اثناء الاحتلال وصنع من بعضهم حديقة حيوانات بشرية ليتسلي بهم ما جعل رفاقه من ملوك الدول الاستعمارية الأوربيه ينتقدونه بشده ،أما ألمانيا فقد قامت بقتل عشرات الألاف من الأفارقة في نامبيا بين عامي 1904-1908 في ماعرف بأول إبادة جماعية في القرن العشرين ، وهذا غيض من فيض ،فهناك مجازر ارتكبها الاستعمار الاوربي في كل باد احتلوه فضلا عن ملايين الافارقة الذين تم استعبادهم ، وفي مايو العام الماضي 2021 اعترف وزير خارجية المانيا بقتل بلاده لهذه الأعداد من البشر ،كما اعترف الرئيس الفرنسي ماكرون عام 2017 في جامعة واجادوجو (بوركينا فاسو) بأن (جرائم وأخطاء الإستعمار الأوربي لا جدال فيه)حسب قوله ،،ناهيك عن قتل العراقيين والافغان وإبادة السوريين وقبلهم ابادة الفليسطينيين بداية من دير ياسين وحتى الحرب على غزة ….ولذلك فإن الغاضبين من التمييز بين لاجئنا ولاجئيهم غير منصفين لأنفسهم …مع اننا وانا شخصيا ضد تشريد أي مواطن و تجويعه وإهدار كرامته لا عربي ولا اوكراني ولا إفريقي ولا إسرائيلي حتي فالإنسان في كل مكان أحق بالأمن
د. ايمن السيسي نائب رئيس تحرير الأهرام