حادثة قرية تجلالت
تقع قرية تجلالت على بعد 15كم لمنطقة تيسي , وهي من القرى المتميزة بالإقبال على التعلم والتعليم, والسعي إلى الإرشاد وإصلاح ذات البين, ومحاولة تخفيف وهج النزاعات العرقية والسياسية بالدعوة إلى الله وإلى التسامح, كما تعمل هذه القرية على تخفيف معاناة شعوب المنطقة, وبذل المساعدات المختلفة بكل سخاء ومحبة, وتعاطف ورحمة.
فبينما هي على ذلك تلعب دورها الإصلاحي والإغاثي إذ طلعت عليها دراجات مسلحة حانقة تدعي أنها تابعة لكتيبة نصرة الإسلام والمسلمين, دراجات يبدو أن لغة التواصل عندها تنحصر في الترويع والإحراق والهدم والغصب, فعاثت في القرية فسادا, تحرق وتهدم, فأحرقت المستشفى, واستولت على سيارة الإسعاف, وهدمت الدكاكين , واطلقت الرصاص على خزان بئرها الوحيد وهجرت العجزة والمرضى, وأجبرت أبناء القرية على النجاة بأرواحهم, فغادرت تلك الأسر المظلومة منازلها وبيوتها تحث الخطى التي يثقلها القلق والخوف من جانب, وحمل العجزة والضعفاء والمرضى من جهة أخرى, وقد خلفت وراءها كل ما تمتلك من مستلزمات العيش الكريم, وهي الآن في أطراف قرية أخرى تسمى ( تين اغغي ) على بعد 5 كلم ريثما تجد المأوى, أو المستقر المناسب والآمن.







وإننا أبناءَ القرية من قبيلة كَلْ إسُّوكْ نطرح كارثة استهداف قرانا المسالمة, ومدارسنا العلمية التقليدية, على ذوي الرأي والعقل, وذوي الرشد والضمير الحي, وعلى أولي الأمر والنهي, وأهل الحل والعقد راجين منهم, ومن كل الأطراف المتحكمة والحاكمة أن تعيد النظر في هذا الوضع المؤسف, وتسهم قدر الاستطاعة في إيقاف هذه التعديات المتلاحقة على العزل العلماء المسالمين, وأن لا تخلق للمعتدين علينا مبررات لا تنتهض أمام البحث والنقد الدقيق في ضوء الشريعة الإسلامية الغراء, ولا في ضوء الدمقراطية الغربية العلمانية الكافرة .