في مثل هذا اليوم اعتدى الجيش المالي الجبان والمتغطرس على قرية وادي الشرف فقتل أغلب من فيها من الرجال والأطفال والنساء بدم بارد وهي قرية معروفة بالعلم والسلم ومنبع من منابع العلم في غرب أفريقيا قرية الشيخ المحمود ابن الشيخ حماد ثم الشيخ المنير ابن الشيخ حماد القارئ لكتاب الله وأبو اليتامى والأرامل!

قبل الشروع في تفاصيل المجزرة ابد من إعطاء نبذة عن تاريخ القرية وسكانها.
فنقول قبيلة كل السوق تنحدر من اصول عربية مغربية وينتمون إلى قبيلتي بن هاشم والأنصار
وقد هاجرو إلى الشمال الأفريقي صحراء اظواد منذ اكثر من خمسمائة سنة واول موطن استغزو فيه قرية تسمى السوك وبالعربية السوق فنسبو إليها وقد واصلو رحلتهم بعد ذلك في انحاء الصحراء وانتشرو في ارجائها وكونو جماعات اقليمية واختطلو مع الطوارق الذين يسكنون الصحراء انذاك وكان لقبائل كل السوك الفضل في نشر الأسلأم وتعاليمه في ربوع الصحراء الكبرى ومازال هذا بهم حتى الأن وأما المجموعة التى اسست قرية وادي الشرف فهى من اكبر قبائل السوقيين واكثرها اهتماما بالعلم والتعليم وكانو في السابق يسكنون شرقي غاوء
وهي المنطقة السابقة في ولاية مالي وقد حملهم الجدب والجفاف في عام 148/م /1405 /هجرى على التخلى عن الحياة البدوية فنتقلو عبر السيارات إلى مدينة غاو وقد وصلوها في الثاني عشر من ذي القعدة /1405 /وبدئو تاسيس قريتهم هناك وتبعد عن مدينة غاو ثلأثة اميال واسسو ثلأثة مساجد بما فيها المسجد الجامع وقد لقو في السنوات الأربع الأولى صعوبات كثيرة في الحياة لعدم تعودهم للحياة المدنية وعدم تلقيهم لأية مساعدة من جهة الحكومة ولا منظمات الأغاثة وبعد اربع سنوات قام احد كبار علمائهم وهو الشيخ العتيق بن الشيخ سعد الدين قام على سلم الجد حتى اسس مدرسة النجاح والفلأح لتطوير التعليم الذي كان في السابق تقليديا ولم يتمكن من إنهاء علمه ذالك لأسباب مادية وفي العام الماضى وبمعاونة من الأخوة السعوديين تمكن من تأسيس معهد الأمام مالك بن انس الأسلأمى وقد التحق به مالايقل عن خمسمأئة شخص والأن تعود تفاصيل المجزرة المفزعة _،فنقول كان من عادة الحكومة المالية انها كلما هوجمت قواتها من طرف الثوار صبت انتقامها على المدنين العرب والطوارق وهذا معروف عنها منذ ان انفجرت الثورة عام 90 م/ وفي العام الماضى حين نقضت الأتفاقية الموقعة بين الحكومة والثوار قامت قوات الحكومة بقتل كل من وجدته في قرية غاو وتمبكتو ومنكا وفي هذا كله تتلقى قريتنا تهديدات بأنها ستلقى مالقى العرب والطوارق وقد ذهبو إلى القول بأن سكان القرية يجب ان ينتقلو عنها فابلغوهم بعدم قدرتهم على الأنتقال فلم يعاودوهم بعد ذلك
وعندما هاجم الثوار مدينة غاو ليلة الأحد/16/من جماد الأولى/1415هجرى/23/ اكتوبر/1994م ولما اصبح الصباح يوم الأحد عادو إلى قريتنا في حدود الساعة السادسة صباحا وتجولو في القرية وفتشو المنازل وعادو بعد ذلك إلى غاو وجائت فرقة من الجيش الحكومي وميليشيات غندكوي وقامت بالتفتيش كماء فعلو في المرة الأولى حتى تيقنو من عدم وجود اي احد من المهاجمين وتأكدو ايضا من عدم وجود شئ من السلأح في قريتنا فبعد ذلك طمأنو الناس وقالو لهم لابأس عليكم وعادو إلى غاو. وفي المرة الأخيرة جائت فرقة من القوات الخاصة وميليشيات غندكوي مكونة من ثلأثة سيارات من نوع تيوتا ودبابة واحدة والسيارات مليئة بالسلأح والرجال وتفرقو في جميع نواحى القرية حتى اطبقو عليها من كل ناحية فعند ذلك صاح بهم المقدم عليهم وقال لهم بالفرنسية مامعناه اطلقو النار فبدئو بي إطلأق النار بكل عشوائية وبكل كثافة وأول من لقى مصرعه ثلأثة من الشيوخ بين السبعين والستين من العمر وقد توجهت إحدى السيارات إلى بيت الشيخ المنير بن الشيخ حماء والقو القبض على كل من كان هناك من الناس بمافيهم ستة من ابناء الشيخ وتوجهو بهم إلى وسط القرية بحيث يراهم كل احد فقتلوهم عن آخرهم ورجعو إلى بيت الشيخ فبدئو بالشيخ وأطلقو النار عليه وعلى من كان عنده من الناس لايفرقون بين النساء والصبيان حتى اماتوهم عن اخرهم وراحو بعد ذلك يقتلون ويحرقون ويدمرون هذا وقد سارع الناس إلى جمع ما امكنهم من القتلى يدفنونهم في قبر جماعى وعندما فرغو من ذلك وعادو اصدف ذلك عودة الحكومة فأطلقو النار عليهم وقتلوهم واستمرو بعد ذلك في عملية القتل والنهب والسلب وأحرق الكتب وتدمير المنازل ومن الجدير بالذكر انهم لم يتعرضو لأي احد من من ذوى البشرة السوداء بسوء ولم يقتل منهم احد الأشياخ واحد ولعل اصيب منهم احد عن طريق الخطاء وقد فر من نجا من النساء والصبيان ومن تبقى من الرجال فرو على رجولهم ومن لم يستطع المشى من العجايز والشيوخ حملهم العبيد على العربات المحمولة على الحصير وعلى اعناقهم وقد ابتدئت عملية الفرار من حين بدء إطلأق النار حتى حلول الظلأم وما إن حل اليل حتى خلت القرية من جميع سكانها ماسوى عشرات القتلى الذين لم يدفنوا بعد وقد هددت الحكومة بأن كل من تطوع لدفنهم فسيلقى نفس المصير ولما اصبح الصباح يوم الأثنين سارع سكان مدينة غاو إلى القرية المدمرة وانتهبو مالم يحرقه الجيش من الأمتعة والممتلكات وانتهبو الكتب وحتى الأبواب والنوافذ وقد افاد شهود العيان بأنهم يبيعون الكتب بعشرين ريالا من السيفة واما النازحون فقد وصلو إلى موضع يبعد حوالى مائة كيلومتر شرقى غاو وقد انقطعت السبل بكثير منهم في الطريق بسبب الأرهاق والعطش والجوع والعجز عن المشى وبعدو المسافة ولأن الكثير منهم من الشيوخ والعجائز والصبيان ممن لايستطيعون المشى ولو مسافة متر فضلاء عن مائة كيلومتر ولانشك في ان كثيرا من الناس لقو حتفهم في الطريق نتيجة الأرهاق كما اسلفنا ولأنهم لم يتمكنو من حمل اي شئ من المواد الغذائية ولاتوجد ايضاء في طريقهم كما لايوجد اي شئ في مكان تجمعهم ولا يجراء احد على الذهاد الى القرية لشراء الأغذية خوفا على نفسه.
ومنظمات الأغاثة لاوجود له في تلك المناطق مع انها عديمة الجد في السابق كما جربنا هذا ونناشد المجتمع الدولى عامة والعربي والاسلامى خاصة نناشدهم المعونة في تخفيف معاناة اولئك المنكوبين وإنقاذ من تبقى من الصبيان والنساء والتدخل لدى حكومة مالي لترفع القتل عن الأبرياء وتتكفل بمتابعتهم فقد آن الأوان لتدخل المسلمين في هذه القضية التى تغاضى عنها المجتمع الدولى ولم يرفع لها رأسا ولم يحرك لها ساكنا مع انها لاتقل عن قضية البوسة والصومال وراوندا وغيرها من القضايا والسوال الذي يطرحه الظرف الحالى هو من يتحمل مسئولية المذابح التى ترتكب ضد الأبرياء والجواب المطروح هو ان المجتمع الدولى هو الذي يتحمل مسئولية كل ماوقع من المئاسى لأنه لو تدخل لدى الحكومة المالية لما قامت بكل ماقامت به لكن المجتمع الدولى لم يقم ولو بالتنديد بالجرائم التى ترتكب ضد الشيوخ والعلماء والنساء والصبيان والأن نناشد المجتمع الأسلامي نناشدالأخوة المسلمين وحق المسلم في إغاثة اخوانه ان يسارعو بمساعدة اولئك المنكوبيين ابتداء من مياه الشرب والأغذية والأدوية والملأبس والخيام فهم الأن في بقعة من الأرض لاماء فيها ولاطعام ولادواء وليست لهم اية حيلة في الأنتقال إلى مكان فإذا لم يتخذو إجراء سريع لأنقاذ حياتهم فستقع كارثة فظيعة لاتبقى ولاتذر ونعود إلى مناشدة اخوتنا من العرب والمسلمين ان يقدمو لنا المعونة على هذه المحنة كما نطالب كل من اطلع على التقرير ان يساعد ولو بنشره في وسائل الأعلام الدولية لكي يطلع العالم على محنتنا فلعل ان يكون هناك من يتبرع بشئ من المساعدات او يندد بالحادث البشع الذي وقع على قريتنا واودا بحياة سكانها .ونطالب المنظمات الدولية بحقنا في الأغاثة والنظر في قضيتنا فنحن اعضاء في الأسرة الدولية نمتلك كل الحقوق التى تمتلكها الشعوب فلماذا استثنانا المجتمع الدولى فيما يقدمه للشعوب المنكوبة ولماذا اتغاضت منظمة المؤتمر الأسلامى عن محنتنا كاننا لسنا مسلمين فها نحن نطالب المجتمع الأسلامى بحقنا ونناشده الدعم في هذه القضية¤والأن نعود إلى تفاصيل المذبحة فقد قتل مالا يقل عن مئتين وخمسون شخص وجرح مالايحصى ولايعد وفقد الكثير وسنذكر اسماء اثنين وثلأثين شخصاء من المشاهير ممن ذكرت اسمائهم من القتلى
1انارا بن الشيخ حماد 80 سنة شيخ
2احمد بن انارا 40 سنة رائيس القرية وعضو جمعية الدعوة إلى الدين الحنيف
3إدريس بن انارا 23 سنة استاذ في معهد الأمام مالك الأسلامى بقرية وادي الشرف
4محمد بن انارا 30سنة عضو في جمعية الدعوة في إلى الدين الحنيف
5محمود بن انارا 28 سنة عضو في مجلس إدارة معهد الامام مالك الأسلامى
6موسى بن انارا 24 سنة استاذ في معهد الأمام مالك الأسلامى
7احمد بن البشير 30 سنةعضو في الجمعية وعضو في مجلس إدارة المعهد
8الفاروق بن محمد 40سنة من حملة القراءن الكريم
9 إبراهيم بن المحمود42 سنة من طلبة العلم ومن اعيان القرية
10محمد بن المصطفى 40سنة من حملة القراءن الكريم
11موسى بن حب 50 سنة من حملة القراءن وعضوء في الجمعية
12البشير بن احمد الكرمانى40سنة استاذ بمعهد الأمام مالك الأسلامى
13محمدبن محمد احمد حيلي 40من حملة القراءن ومن الشخصيات في القرية
14موسى بن حماما 15 سنة طالب في معهد مالك الأسلأمى
15 المنير بن المختار 70سنة من إمام احد المساجد
16محمد إبراهيم بن محمد 60 سنة من اعيان القرية ومن حملة القراء الكريم
17 البشير بن حمود 42سنة من معلمى القراء الكريم
18محمد احمدو بن محمد 70 من اساتذة معهد الأمام مالك الأسلامى
19 محمدبن حسان 20سنة من طلبة المعهد المذكور
20محمد بن ظلع 40 سنة من اساتذة معهد الأمام مالك
21محمد الولى بن محمد الأمين 80سنة من كبار العلماء
22موسى بن محن 22سنة من الطلبة
23الفرج بن جعفر 14 سنة طالب في معهد الأمام مالك الاسلأمى
24سلى بنت مهماء 60سنة من حفظة القراءن الكريم
25اجنت بن الخير 70 سنة من خدم الشيخ
26هود بن اظلو 25سنة من خدم الشيخ
27ارشتن من انارا وعائلته 70سنة من اهل الصلح
28 اظيدن بن انارا 60سنة من اللجئين
29ابرابا من اشضنهرن 30سنة من اللجئين
30خطار وعائلته42سنة من اللجئين
31 انتهر من امليجض 20 سنة من تلأمذة الشيخ الشيخ المنير بن الشيخ حماد
32المنير من اكدير 40سنة من خدم الشيخ المنير بن الشيخ حماد
33عبدالصمد بن محمد بن اياد 20سنة طالب في معهد الأمام مالك بن انس الأسلامي
34جميلة زوجة موسى حبا من كل إسكن 40 سنة من حملة القراءن الكريم
