
13 يونيو 2025 – كيدال | النهضة
أعلنت جبهة تحرير أزواد أنها نفذت، صباح اليوم الجمعة، عملية عسكرية واسعة النطاق استهدفت رتلًا تابعًا لتحالف الجيش المالي وقوات “الفيلق الإفريقي”، التشكيل العسكري الجديد الذي يمثل الامتداد الرسمي لمجموعة فاغنر الروسية، وذلك على الطريق الرابط بين مدينتي أغلهوك وأنفيف، شمال مالي.
وقالت الجبهة في بيان رسمي نشرته عبر منصاتها، إن العملية جاءت في إطار ما وصفته بـ”تحرير كامل تراب أزواد من الاحتلال والاستعمار”، مؤكدة أنها أوقعت خسائر “كبيرة ومباشرة” في صفوف ما سمّته “العدو”، الذي كان في طريقه إلى مدينة أغلهوك، قادمًا من غاو، ضمن قافلة عسكرية تضم أكثر من ثلاثين آلية.
خسائر فادحة في صفوف التحالف
وبحسب البيان، أسفرت العملية عن مقتل عشرات العناصر، بينهم “مرتزقة من الفيلق الإفريقي”، وسقوط عدد من الجرحى في حالة حرجة، بالإضافة إلى تدمير 21 آلية عسكرية، منها شاحنات نقل ومدرعات وسيارات رباعية الدفع مسلحة، وناقلات دبابات.
كما أعلنت الجبهة عن الاستيلاء على مدرعة واحدة و12 شاحنة قلابة، إلى جانب أسلحة ثقيلة وخفيفة وطائرات مسيّرة وأجهزة اتصال ووثائق عسكرية حساسة، في واحدة من أكبر الغنائم العسكرية التي أعلنت عنها الحركة منذ تشكيلها.
وأكدت الجبهة أن نحو عشر مركبات فقط تمكنت من الانسحاب تحت التغطية الجوية، لكنها “ما تزال ملاحقة من قبل الوحدات الأزوادية”.
خسائر في صفوف المقاتلين الأزواديين
في المقابل، اعترفت الجبهة باستشهاد ثلاثة من مقاتليها، وإصابة سبعة آخرين بجروح متفاوتة، إلى جانب احتراق مركبتين خلال الاشتباكات.
وتقدمت الجبهة بالتعازي لعائلات الضحايا، مؤكدة استمرارها في العمليات العسكرية دفاعًا عن “شعب أزواد”، على حد تعبيرها، ومنددة بما وصفته بـ”الانتهاكات المتكررة التي ترتكبها القوات المالية وحلفاؤها الأجانب”.
رسائل تحذيرية للقوى الأجنبية
وحذرت جبهة تحرير أزواد، في ختام بيانها، من “تحول أراضي أزواد إلى ساحة لتجارب الجيوش الأجنبية ومرتزقة الفوضى”، مؤكدة أنها ستواصل التصدي لأي وجود عسكري “يستهدف شعب أزواد أو سيادته”.
تجدر الإشارة إلى أن منطقة أزواد تشهد، منذ انهيار اتفاقات السلام في عام 2023، عودة المواجهات المسلحة بين الحركات الأزوادية المطالبة بالحكم الذاتي أو الاستقلال، وبين الجيش المالي المدعوم بقوات أجنبية، من بينها تشكيلات عسكرية روسية تعمل تحت غطاء رسمي هو “الفيلق الإفريقي”.
ويُتوقع أن تؤدي هذه العملية الأخيرة إلى تصعيد جديد في المواجهات، في وقت تُبدي فيه الأطراف الدولية قلقًا متزايدًا من عودة العنف إلى منطقة الساحل، وسط تراجع الوجود الفرنسي وتنامي النفوذ الروسي.