
في تطور لافت عقب إعلان مرتزقة فاغنر انسحابهم من أراضي أزواد، وجه محمد المولود رمضان، المتحدث باسم جبهة تحرير أزواد، رسالة حازمة إلى الفيلق الإفريقي – التشكيل العسكري الذي يضم غالبية من مقاتلي فاغنر السابقين ويتبع مباشرة لوزارة الدفاع الروسية.
وفي رسالته التي لاقت تفاعلاً واسعاً في الأوساط المحلية، أكد رمضان أن “أرض أزواد ليست ساحة نزهة للمرتزقة في مغامراتهم الفاشلة”، مضيفاً:
“لقد تركت فاغنر رجالها وكرامتها في تنزواتن، في أكبر هزيمة لها في تاريخها الإفريقي. ولمن في الفيلق الإفريقي يجرؤ على السير على خُطاهم، نُوجه تحذيرًا واضحًا: ستلقون المصير ذاته، وستتركون جثثكم في ودياننا. وفي النهاية، لن يبقى في أزواد سوى أبنائها، وصخورها، وأشجارها، وكثبانها الرملية.”
فاغنر تخرج مهزومة من تنزواتن
وتأتي هذه الرسالة في أعقاب الهزيمة المدوية التي تعرضت لها كتيبة من مرتزقة فاغنر قرب بلدة تنزواتن، على مقربة من الحدود الجزائرية، حيث أعلنت القوات المالية عن مقتل 84 من عناصر فاغنر، إضافة إلى 47 جندياً من الجيش المالي، وأسر 3 آخرين، إلى جانب اثنين من المرتزقة الروس. وقد اعتُبرت هذه المعركة أعنف الضربات التي تلقتها فاغنر منذ بدء انتشارها في إفريقيا.
الفيلق الإفريقي: نسخة روسية رسمية من فاغنر؟
بحسب المعلومات المتداولة، فإن “الفيلق الإفريقي” يتكون بنسبة تقارب 80٪ من مقاتلي فاغنر السابقين، لكنه على عكس فاغنر التي كانت تُصنف كشركة أمنية خاصة، يتبع بشكل مباشر لوزارة الدفاع الروسية. وهو ما يجعل من موسكو مسؤولة رسميًا عن أي انتهاك قد يرتكبه هذا التشكيل في الأراضي الأزوادية.
أزواد: الأرض التي ترفض الخنوع
رسالة رمضان تعكس إصرار القوى الأزوادية على رفض أي شكل من أشكال الاحتلال أو الوجود العسكري الأجنبي، سواء عبر الشركات الأمنية أو تحت مظلة الجيوش النظامية. ومع انسحاب فاغنر تحت وقع الهزائم، يبدو أن الفيلق الإفريقي على موعد مع واقع مشابه إذا قرر خوض نفس الطريق.