
6 يونيو 2025 – كيدال
في كلمة ألقاها بمناسبة عيد الأضحى المبارك، خاطب الأمين العام لجبهة تحرير أزواد، بلال أغ الشريف، الشعب الأزوادي، مؤكدًا على قيم التضحية والصمود، ومجددًا الدعوة إلى توحيد الصف الوطني الأزوادي، ومواصلة النضال من أجل التحرر والكرامة.
رسالة العيد… دعوة للتجديد والمقاومة
جاءت الكلمة في لحظة فارقة من مسار القضية الأزوادية، حيث أكد أغ الشريف أن العيد ليس فقط شعيرة دينية، بل محطة رمزية كبرى تعيد التذكير بجوهر المشروع الأزوادي، المرتكز على معاني الفداء، والاستعداد للتضحية، والثبات على المبادئ في وجه الاحتلال والتهميش.
وقال الأمين العام لجبهة تحرير أزواد:
“إن عيد الأضحى تذكير عظيم بأجل معاني التضحية والاستعداد لها… وهي القيم التي لطالما سطرها شعب أزواد بدمائه وصبره ونضاله.”
خطاب من قلب الميدان
كلمة بلال أغ الشريف لم تكن خطاب عادي في مناسبة دينية فحسب، بل جاءت نابعة من واقع ميداني يزداد تعقيدًا، وسط تصاعد التوترات الأمنية، وتزايد الانتهاكات ضد المدنيين في مناطق أزواد وتتزامن مع إعلان إنسحاب مرتزقة فاغنر في أزواد، و جاءت كلمة الرئيس في خضم المشهد الحالي المعقد ، لتجدد التأكيد على التمسك بخيار المقاومة، ورفض التنازل عن المطالب المشروعة.
وحدة الصف قبل كل شيء
في أبرز فقرات الكلمة، وجّه أغ الشريف نداءً واضحًا وصريحًا إلى مختلف المكونات الأزوادية، أفرادًا وجماعات، داعيًا إلى تجاوز أسباب الفرقة والانقسام، وتغليب منطق الوحدة، لأن وحدة الصف ـ كما قال ـ تمثل السبيل الوحيد لتحقيق تطلعات الشعب الأزوادي.
“ندعو كافة المكونات الوطنية الأزوادية، أفرادًا وجماعات، إلى رصّ الصفوف والتخلص من أسباب الخلافات، وتوحيد الكلمة.”
هذه الدعوة تأتي في ظل حالة من التشرذم السياسي داخل الفضاء الأزوادي، حيث تتنازع الساحة تيارات متعددة ذات رؤى متباينة، ما يشكّل عائقًا أمام بلورة مشروع موحد لمستقبل أزواد.
تحية للمقاتلين… وتقدير لتضحيات الشهداء
لم ينسَ الرئيس الأزوادي توجيه التحية لـ”أبطال الأمة المرابطين في الميدان”، الذين يحمون الأرض والكرامة، مؤكدًا أن صمودهم هو وقود المعركة العادلة. كما ختم كلمته بالترحم على أرواح الشهداء، ورفع الدعاء لأزواد بالنصر والتحرير، في نبرة تجمع بين الإيمان والمقاومة والوفاء.
أزواد بين زمن التضحية وآفاق التحرير
رسالة العيد التي بعث بها بلال أغ الشريف ليست مجرد خطاب تهنئة موسمي، بل هي وثيقة سياسية وأخلاقية في آنٍ واحد. فهي تضع النقاط على الحروف، وتعيد التأكيد على أن مشروع أزواد لا يمكن أن يكتمل دون تماسك داخلي، وإرادة سياسية موحدة، واعتراف من المجتمع الدولي بعدالة المطالب الأزوادية.
ومع تزايد المؤشرات على تعقّد الأزمة بين جبهة تحرير أزواد و المجلس العسكري المالي، وانخراط أطراف دولية مثل الفيلق الأفريقي الذي خلّف مرتزقة فاغنر، تبدو دعوة أغ الشريف للوحدة بمثابة محاولة لإعادة ضبط البوصلة السياسية، وتهيئة الفضاء الأزوادي لمرحلة جديدة تتجاوز منطق التنازع الداخلي.
خاتمة: عيد أزواد… بين رمزية الفداء وحتمية التوحد
في خطابه بمناسبة العيد، أعاد بلال أغ الشريف ترسيخ معاني العيد في الوعي الأزوادي كرمز للتضحية من أجل الكرامة، ورسالة للمستقبل بأن النصر لا يُمنح، بل يُنتزع بوحدة الإرادة، ووضوح الرؤية، وثبات الخطى.