
في ظل تصاعد العنف وانتهاكات حقوق الإنسان في إقليم أزواد ، أصبحت قضية اعتقال مريم ولت غيسى، المديرة الفنية للمركز الصحي في إضليمان بأنسوغو مساء يوم الجمعة 14 مارس 2025، رمزًا صارخًا للقمع الذي يتعرض له السكان المحليون على يد قوات الجيش المالي ومرتزقة فاغنر. هذه الحادثة ليست مجرد اعتقال عابر، بل هي رسالة واضحة من النظام الحاكم مفادها أن لا أحد في مأمن من سياسات الترهيب والإرهاب التي تنفذها الدولة ضد أبناء أزواد.
اعتقال مريم: انتهاك صارخ لحقوق المرأة
مريم ولت غيسى، كامرأة تعمل في مجال الصحة العامة، كانت تقدم خدمات حيوية للمجتمع المحلي في منطقة تعاني من نقص حاد في الخدمات الأساسية. اعتقالها ليس فقط انتهاكًا لحقوقها كفرد، بل هو أيضًا هجوم على حق المجتمع في الحصول على الرعاية الصحية. هذا الاعتقال يسلط الضوء على حقيقة مروعة: حتى النساء، اللواتي يُفترض أن يكنّ في مأمن من العنف في النزاعات المسلحة، أصبحن هدفًا مباشرًا للقمع.
سياسة الترهيب: أداة للسيطرة
عمليات الاعتقال الممنهجة التي تستهدف سكان أزواد، بما في ذلك الطوارق والعرب والفلان، ليست سوى جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى نشر الرعب وإجبار السكان على الفرار من أراضيهم. هذه العمليات تصاحبها عمليات نهب ممنهجة وتدمير واسع النطاق لممتلكات المدنيين، بالإضافة إلى أعمال القتل العمد وقطع الرؤوس. في عام 2024 وحده، تم توثيق أكثر من 2000 حالة انتهاك، وهو رقم يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تعيشها المنطقة.
عام دموي: 2023 و2024
عام 2023 كان أيضًا عامًا دمويًا في تاريخ المنطقة بعد انهاء مالي لاتفاق الجزائر و البدأ في الهجوم على الجيش الأزوادي و المدنيين، حيث شهدت البلاد تصاعدًا غير مسبوق في أعمال العنف والانتهاكات. ومع دخول عام 2024، لم تظهر أي علامات على تحسن الوضع، بل على العكس، استمرت الانتهاكات في التصاعد، مما يؤكد أن النظام الحالي لا يمتلك أي نية لتحقيق السلام أو احترام حقوق الإنسان.
رسالة إلى العالم
اعتقال مريم ولت غيسى هو جرس إنذار للعالم بأسره. إنه يذكرنا بأن الصراع في أزواد ليس مجرد نزاع عسكري، بل هو أيضًا صراع من أجل البقاء والكرامة الإنسانية. يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل عاجل للضغط على الحكومة المالية لوقف هذه الانتهاكات، وضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.
خاتمة
قضية مريم ولت غيسى ليست مجرد قضية فردية، بل هي قضية إنسانية تخص كل من يؤمن بالعدل والكرامة الإنسانية. إنها تذكرنا بأن الصمت في وجه الظلم هو تواطؤ، وأن الوقت قد حان للوقوف مع شعب أزواد في نضاله من أجل الحرية والعدالة.