استدعى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد أحمد عطاف، اليوم الخميس 21 ديسمبر 2023، سفير جمهورية مالي بالجزائر، السيد ماهامان أمادو مايغا، وذلك بخصوص استدعاء وزير الخارجية المالي عبدالله جوب للسفير الجزائري في مالي و إبلاغه بخطاب شديد اللهجة
وفي هذا الإطار، ذكّر الوزير بقوة بأن كافة المساهمات التاريخية للجزائر في تعزيز السلم والأمن والاستقرار في جمهورية مالي كانت مبنية بصفة دائمة على ثلاثة مبادئ أساسية لم تَحِدْ ولن تحيد عنها الجزائر وهي :
أولا وقبل كل شيء، تمسك الجزائر الراسخ بسيادة جمهورية مالي، وبوحدتها الوطنية وسلامة أراضيها.
ثانيا، القناعة العميقة بأن السبل السلمية، دون سواها، هي وحدها الكفيلة بضمان السلم والأمن والاستقرار في جمهورية مالي بشكل ثابت ودائم ومستدام.
ثالثا، ونتيجة للمبدأين الأولين، أن المصالحة الوطنية، وليس الانقسامات والشقاقات المتكررة بين الإخوة والأشقاء، تظل الوسيلة المثلى التي من شأنها تمكين دولة مالي من الانخراط في مسار شامل وجامع لكافة أبنائها دون أي تمييز أو تفضيل أو إقصاء، وهو المسار الذي يضمن في نهاية المطاف ترسيخ سيادة جمهورية مالي ووحدتها الوطنية وسلامة أراضيها.
وفضلاً عن هذا التذكير، تمت الإشارة إلى بيان وزارة الشؤون الخارجية بتاريخ 13 ديسمبر 2023 والذي دعت فيه الجزائر “جميع الأطراف المالية إلى تجديد التزامها بتنفيذ اتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر استجابةً للتطلعات المشروعة لجميع مكونات الشعب المالي الشقيق في ترسيخ السلم والاستقرار بصفة دائمة ومستدامة”.
كما تم التأكيد لسفير جمهورية مالي أن الاجتماعات الأخيرة التي تمت مع قادة الحركات الأزوادية الموقعة على اتفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر تتوافق تماما مع نص وروح هذا البيان. وفي هذا السياق، أعرب السيد أحمد عطاف عن أمله في أن تنضم الحكومة المالية، التي جددت تمسكها بتنفيذ هذا الاتفاق، إلى الجهود التي تبذلها الجزائر حالياً بهدف إضفاء حركية جديدة على هذا المسار.
وفي الختام، أكد السيد أحمد عطاف أن العلاقات الكثيفة والعريقة التي تربط الجزائر بمالي، تفرض عليها بذل كل ما في وسعها لمساعدة هذا البلد الشقيق على درب السلم والمصالحة الذي يبقى الضامن الوحيد لأمنه وتنميته وازدهاره. وبهذه الروح وفي ظلها، تواصل الجزائر تصور وتولي دورها كرئيس للجنة متابعة تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر.
الخارجية المالية تستدعي السفير الجزائري وتبلغه ببيان شديد اللهجة
استدعى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بجمهورية مالي، اليوم الأربعاء 20 ديسمبر 2023، سفير الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لدى مالي، لتبلغه احتجاجا شديد اللهجة من حكومة جمهورية مالي، إثر الأعمال غير الودية الأخيرة التي ارتكبتها السلطات الجزائرية تحت غطاء عملية السلام في مالي.
وأكد الوزير، بهذه المناسبة، أن اللقاءات المتكررة، على أعلى المستويات في الجزائر، ودون أدنى معلومات أو تدخل من السلطات المالية، من جهة مع أشخاص معروفين بعدائهم للحكومة المالية، ومن جهة أخرى، مع بعض الحركات الأزوادية الموقعة على اتفاق السلام والمصالحة في مالي، الناتج عن عملية الجزائر، والتي اختارت بحسبه ” الجانب الإرهابي” ، من شأنه أن يلطخ العلاقات الطيبة بين البلدين.
وشدد في هذا الصدد على أن هذه الأعمال تشكل تدخلا في الشؤون الداخلية لمالي، ودعا الجانب الجزائري إلى تفضيل مسار التشاور مع السلطات المالية، السلطات الشرعية الوحيدة للحفاظ على التبادلات بين دولة ودولة و مع شركاء مالي.
وذكّر في الوقت ذاته بالسياق الذي دعت فيه مالي، التي تتحمل كامل مسؤوليتها كدولة ذات سيادة، الجزائر، نظرا لروابط الأخوة التاريخية والثقة المتبادلة بين البلدين، إلى ضمان الدور القيادي للوساطة الدولية في عملية السلام.
وإدراكًا منه أنه لا يمكن تحقيق تنمية مستدامة بدون السلام والتماسك الوطني، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي من جديد التزام الحكومة بتنفيذ الاتفاق وكذلك تصميم السلطات العليا في مالي على مكافحة الإرهاب وانعدام الأمن في مالي بكافة أشكالها، بهدف إحلال الأمن والاستقرار لصالح شعوبنا.
ويأتي هذا الاستدعاء بعد سلسلة لقاءات بين السلطات الجزائرية وقادة الحركات الأزوادية الموقعة على اتفاقية الجزائر للسلام والمصالحة والتي اعقبها لقاء بين الإمام محمود ديكو والرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون يوم الثلاثاء 19 ديسمبر 2023.