تتضارب الأنباء وتتعارض منذ يوم أمس الأحد حول من يسيطر على مدينة بير بعد مغادرة المينوسما لمعسكرها قبل الموعد المحدد لذلك ؛ وكل طرف يحسم المعركة لصالحه ؛
وبعد التدقيق من المعلومات تأكدنا بأن المنطقة لا تزال تحت سيطرة تنسيقية الحركات الأزوادية بالكامل وأن الجيش المالي ومرتزقة فاغنر سيطروا على معسكر المينوسما الواقع على بعد 5 كم تقريبا من المدينة، وذلك في وقت يشتد فيه القصف الجوي على القوات المسلحة الأزوادية
وبحسب المعلومات التي توصلنا إليها فإن الجيش المالي ومرتزقة فاغنر كانوا على اتفاق مسبق مع بعثة المينوسما وكثفوا الغارات الجوية على القوات الأزوادية وفي نفس الوقت خرجت المينوسما ودخلت فاغنر والجيش المالي مكانها قبل إنتهاء القصف ؛ وتجدر الإشارة إلى أن الكتيبة الأممية تتشكل من قوات بوركينابية والاخيرة على علاقة وثيقة مع مالي وفاغنر
وجميع المعلومات التي يتداولها الصحفيين الماليين حول السيطرة على بير بواسطة الجيش المالي وأن العلم المالي يرفرف في المدينة كلها مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة .
وبعد مغادرة البعثة الأممية موقعها قبل يومين من موعد التسليم الرسمي لمعسكرها تعرضت لهجوم معقد لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين بين تومبكتو وبير ما أدى إلى إصابة أربعة جنودها حسب ما صرحت به في تغريدة لها على تويتر ؛ من جهتها أكدت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في بيان لها تبنيها لهذا الهجوم ” أسفر عن إصابة 4 جنود من القبعات الزرقاء على الأقل و حرق شاحنة مليئة بالذخيرة وتعطيل شاحنة أخرى و انسحب المجاهدون سالمين بعد تدخل سلاح الطيران الأممي و المالي في مكان الواقعة ” وأضاف البيان الصادر عن مؤسسة الزلاقة ” ومن جهة أخرى، و في نفس اليوم، و على الجانب الجنوبي من مدينة “تمبكتو” هاجم المجاهدون بوابة عسكرية للجيش المالي الواقعة بمنطقة “كوريامو” مما أسفر عن هلاك جندي من صف العدو وفرار الباقين ولله الحمد والمنة ”
وبعد سيطرة مرتزقة فاغنر والجيش المالي على المعسكر توقف القصف ولم تعد وبقي كل طرف في مكانه دون تبادل جديد لاطلاق النار حتى مساء يوم الاثنين 14 يونيو 2023 حيث وجهت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين ضربات بالمدفعية على معسكر المينوسما السابق الذي احتلته مالي ومرتزقتها وفي نفس الوقت – بدلا من الرد على صواريخ النصرة- وجهت مالي ضربات بالمدفعية صوب القوات الأزوادية وفي مناطق مأهولة بالسكان ما أدى إلى حركة جديدة للنازحين إلى خارج المدينة.
الحركات الازوادية لا تقبل احتلال الجيش المالي لمقرات المينوسما في مناطق سيطرتها
دعى الإطار الإستراتيجي الدائم للسلام والأمن والتنمية – الذي يضم الحركات الأزوادية الموقعة على اتفاقية الجزائر للسلام والمصالحة( تنسيقية الحركات الأزوادية و بلات فورم ) – مجلس الأمن الدولي في 1 أغسطس 2023 في رسالة موقعة من رئيس الإطار الاستراتيجي الدائم العباس أغ انتالا إلى أن يحرص على دراسة تداعيات انسحاب بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) على الأمن واحترام وقف إطلاق النار المتفق عليه في 23 مايو 2014. ويجب على مجلس الأمن الدولي أن يولي اهتمامًا خاصًا للمخاطر الوشيكة الجسيمة المرتبطة بالنقل المحتمل للمقرات الحالية لبعثة المينوسما في أزواد
بلال أغ الشريف : مينوسما تتحمل مسؤولية تسليم معسكرات المينوسما في المناطق التي تسيطر عليها الحركات الأزوادية إلى الجيش المالي
من جهته حّمل السيد بلال أغ الشريف الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد (MNLA) البعثة الأممية المسؤولية الكاملة لما سيترتب عليه تسليم معسكراتها للجيش المالي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحركات الأزوادية وأردف الرئيس بلال اغ الشريف خلال مقابلة حصرية مع قناة BBC العربية قائلا ” نحمّل الأمم المتحدة مسؤولية الانسحاب بالتنسيق مع الطرف الحكومي فقط دون التنسيق مع الحركات الأزوادية ” وأضاف قائلا ” إذا تم تسليم هذه المعسكرات من قبل المينوسما إلى الجيش المالي فإن المينوسما هي الوحيدة المسؤولة عن ما سيحدث بعد ذلك ؛ وتكون الحكومة المالية أيضا مسؤولة لأنها طالبت بشيء ليس من حقها ، ونحن لن نقبل بهذا ، وفي إجابة لسؤال مراسل بي بي سي فراس كيلاني عن ردة فعل الحركات إذا سلمت مينوسما المعسكرات للجيش المالي رد اغ الشريف قائلا : نحن لن نقبل بانتشار جديد للجيش في مناطق تواجدنا إلا وفق الآليات الموجودة في الاتفاق
انتظروا غدا تقريرا خاصا وحصريا