تنمية الكراهية ضد العرب وإنهيار النفوذ الأمريكي في إفريقيا …….
يبدو واضحا ميل الإدارة الأمريكية لصالح الجيش السودان ي ضد حميدتي مما تحدث به مسئولون أمريكيون عن الحرب في السودان ، ولكن إلى الآن لم نر دقيقا ، وهو ما يؤكد لي أن النفوذ الأمريكي في المنطقتين العربية والإفريقية سينهار سريعا بداية من السودان التي تمضي بخطوات ثابتة نحو التفتيت ، بعدها وربما معها ستكون الجزائر التي أحذر أهلها وجيشها من تكرار نموذج ليبيا الذي ستتخذه السودان بعد أن هيئت الأرض فيهل- الجزائر – لعدة سنوات بحراك ثوري شبابي مؤطرا بالمؤامرة لم يكتمل بسبب قوة الجيش وتماسكه ، هذا الجيش الآن ستعمل المؤمرات على إضعافه لفتح الأبواب لعواصف التغيير والتفتيت خصوصا أن الجزائر حبلى بعدائيات متبادلة وثارات كامنة بين جماعات عرقية دينية ، فهناك ثأر لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي هو في الأساس ” الجماعة السلفية الجزائرية للدعوة والقتال ، وهذا التنظيم تمدد من البوليساريو غربا وحتى الصومال شرقا وجنوبا حتي كانو وبوركينا فاسو وتمبكتو وإلى موزمبيق ، وهناك ثأر للقبائل المنطقة و” الأمازيغ ” كإثنية وكذلك الطوارق وهما ممتدان إلى ليبيا وجنوبا مالي وتشاد والنيجر ، وللمغرب ثأر شديد عندها بسبب قضية البوليساريو إذ أن الجزائر هي ما منعت – بالإشتراك مع القذافي – ضم الصحراء فور مغادرة المحتل الأسباني ، وثأر آخر لفرنسا التي أهينت في الجزائر وفي نطاق النفوذ الجزائري جنوب الصحراء بطردها من مالي ثم من بوركينا وقريبا من النيجر وتشاد وإحلال مرتزقة فاجنر ومخابرات الروس مكانها واستبدال التحالف العسكري لهذه الدول مع فرنسا بتحالف وإتفاقيات عسكرية مع روسيا الحلبف القديم والحالي للجزائر والمتواجدة رسميا في إفريقيا الوسطى عسكريا ، وبالطبع باب المندب وفي أثيوبيا والسودان عبر اتفاقيات مع آبي أحمد وحميدتي في مثلثات مصالح تشرك الإمارات فيها تنفيذا لأطماع روسية صينية إسرائيلية ، وفي تقديري أن مصالح إسرائيل في ملفات هذه المنطقة ومخططات التغيير في العالم والذي يتم بسرعة الآن تدفعها للتخلى عن الحليف التقليدي الوثيق أو الأم الرؤم أمريكا لأنها – إسرائيل – بالتأكيد أدركت أن أميركا الآن أصبحت مثل نبيهم “سيدنا ” سليمان قد مات ، و”ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته” ، ودابة الأرض بالنسبة لأمريكا الآن هي السودان والجزائر ودول جنوب الصحراء ، وأما السودان فالأمر فيه أصبح أكثر وضوحا ، الجيش لم يحسم المعركة وليس لديه ألاعيب داعمي حميدتي سواء التكتيكية أو المالية أو الإعلامية ، وأمريكا التي دأبت على “المياعة ” في المنطقة لإستخدام الشباب وعناوين الديموقراطية وحقوق الإنسان وتمكين المرأة ، واستخدام إعلامها في زعزعة إستقرار الدول وفنها في نشر الإنحلال و الفجور والشذوذ ، لم تعد قادرة على مواجهة المؤامرات المعاكسة خصوصا أن الشعوب العربية والإفريقة طفحت عداء لها، ولأي متابع لأحاديث السودانيين يلحظ ذلك جدا بعد أن أيقن أنها استخدمت قواده لتحقيق الإنهيار ولم تساعده بمخابراتها وأجهزتها النافذة . فهل لم تلحظ المؤمرات الإماراتية الروسية الإسرائيلية ؟ ولا حتى اشتمت من أحاديث حميدتي رائحتها عندما صرح بقوله ساخرا من الجيش :أنا لا أعرف مجلس سيادي ولا مجلس عسكري بل أعرف فقط التغيير الذي يقود لنهضة السودان ” وتحذيره في فبراير الماضي أن ” البلاد ستدخل في فوضى وإنفلات أمني في حالة التراجع عن تنفيذ الإتفاق الإطاري ” .. ولعله تحدث بلسان مخططي التفتيت الذين لازالوا يدعمونه حتى الآن فجعلوا موقفه قوي وقواته تسيطر على مساحات واسعة ومهمة في العاصمة المثلثة ، ولم يعد سرا أن حميدتي جنس أكثر من مليون شخص من عرب تشاد والكاميرون إفريقيا الوسطى والنيجر ومالي ونيجيريا بأن منحهم من وزارة الداخلية بطاقات الهوية السودانية وتلك مصيبة لأن الطرفان في السودان لن يمنعهما مانع من الإستعانة بالجماعات الإسلامية من أنحاء إفريقيا واليمن وسيكون ذلك للأسف باتفقاق ودعم أطراف دولية وإقليمية عديدة ، يؤكد لي ذلك إسراع كل الدول في إجراء رعاياه ما يؤكد الإتفاق على حدث جلل وهو ما أكده عراب الخراب في الدول العربية “فولكر” بقوله الوضع في السودان خرج عن السيطرة ، وكذلك فان إعادة إنتاج فكرة وحرب ” الجنجويد” العرب الذين قاموا بتطهير عرقي ضد الفور من خلال “الدعم السريع” سيتوسع في إفريقيا كلها وسيزيد من أزمة العرب في إفريقيا كلها وتنامي الكراهية ضدهم وهي إشكالية تتوسع دائرتها من ستينات القرن العشرين وستغذيها أفعال حميدتي ومن ورائه الإمارات.
د أيمن السيسي