رسالة مفتوحة الى فرنسا
سلب سيادة أهل أزواد على أرضهم من قبل فرنسا بقرار ضمه إلى مالي :
لعنة تطارد الحكومات الفرنسية .
متى تدرك الجمهورية الفرنسية حكومة وشعبا الخطأ التاريخي الذي ارتكبته في حق الشعب الأزوادي ؟
بدأ من دخول الاستعمار الفرنسي 1894م حينذاك إقليم أزواد قائم بذاته ، ويتمتع بإستقلال ورفاهية، يعيش شعبه سيدا على شكل سلطنات ، تتسم بالانسجام والاحترام فيما بينها داخليا وخارجيا علاقاتها واسعة ، تجارية و سياسية واجتماعية ، فأساء الاستعمار اللعب بالنسيج الاجتماعي وقتئذ، وفكك المجتمع وأنشأ مايعرف : بالتريبي (القبائل) .
كان الهدف من ذلك أمرين :
الأول: هو ضرب التماسك الاجتماعي، وكسر إرادة الشعوب في نيل الحرية، بخطط مختلفة ، منها سياسة فرق تسود ، حيث انتهكت كرامة أمتنا، ودمرت قوتها، وصمست هويتها، وزور إرثها الثقافي، والحضاري، ودمرت بيئتها، وقتل إنسانها ونفقت حيواناتها، بمختلف الوسائل التقليدية، وغير التقليدية، بقوة وبشاعة الوسائل المستخدمة، منها إجراء التجارب النووية في الصحراء.
كذلك الأمر تدمير إقتصاد هذه الأمة التي تعيش على تربية الحيوانات، والنباتات التي يعيش عليها الحيوان، والنباتات التي تستغل كنوع من الأطعمة المحلية وقت موسم المطر والأطعمة التي يعيش عليها الإنسان، وتجلب من مناطق بعيدة، بالقوافل، وكانت المناطق التي حصلت فيها التجارب النووية، هي مناطق مرور القوافل من مناطق أزواد إلى توات وتودني، فخلفت تلك التفجيرات خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، على مدى سنوات بسبب الإشعاعات النووية المعروفة في اتفاقية : إيفان بين فرنسا والجزائر.
وتعرف في المنطقة بسنوات الموت .
والأمر الآخر :
هو فرض الولاء، وتنظيم جباية الضرائب؛ لصالح الجمهورية الفرنسية.
باعتبار أن مجتمع كل تماشق : الطوارق هو الوحيد في الصحراء وغرب أفريقيا الذي قاوم دخول الاستعمار الفرنسي ببسالة ، مدة ستين عاما، وألحق بقواتها هزائم كبيرة، ورفض رفضا قاطعا الفكر التنويري الذي تبنته فرنسا الاستعمارية أنذاك ، لانه يتعارض مع معتقداته الدينية .
فاختارت فرنسا الانتقام من هذا الشعب بأخبث أنواع الانتقام، ذلك بعد إنتهاء الحرب العالميةالثانية، وبعد عقد اتفاقية بين المستعمرين، وفرض وصاية على مستعمراتهم، مقابل خروج الاستعمار من المناطق التي احتلوها، وقاموا بصناعة الحدود الوهمية، وإنشاء دول لصالح الشعوب التي تعاونت معهم، وكان ولاءهم للمستعمر دون قيد أو شرط، على أراضٍ لسكان هم أصحاب تلك الأراضي، كانوا ضحية تلك السياسة وسلب سيادتهم.
ومن الضحايا المسلوب حقهم، أهل إقليم أزواد، رغم تقديم عريضة وقع عليها 360 من وجهاء القوم من شيوخ قبائل وعلماء دين يطالبون فيها بإستقلال إقليم أزواد،بتاريخ 30 /5/1958 ااذي انتزع منهم قهرا، وسلم إلى شعب المانديغ : أي لصالح إثنية واحدة! نعم انتزع من أربع إثنيات ! وسلم إلى إثنية واحدة!
مع أنه لا علاقة تاريخية، ولا اجتماعية، ولا جغرافية، بين شعب البنبارا : المانديغ وإثنيات: كل تماشق والعرب والفولان والسنغاي !
وبعد أكثر من 100 عام اعتقد الشعب الأزوادي بأن الجمهورية الفرنسية تغيرت، وأصبح لها قيادات تقدر التطور والتحضر الحاصل عبر مسيرة وتيرة حقوق الإنسان، وقواعد القانون الدولي العام، وأن لدى فرنسا أجيال جديدة متعلمة، إنسانية وحقوقية، لكن مع الأسف كانت التقديرات تفاجيء الشعب الأزوادي، حيث ، عادت إلى نفس السياسة، نفس القرار، نفس الممارسات، مع أنه كان من المنتظر أن تكون المرحلة الجديدة لسياسة الجمهورية الفرنسية تصحيح ومحو آثار استعمارها، وظلم قراراتها للشعب الأزوادي! ماذا حصل ؟ .
ما حصل هو :
_ رفض فرنسي إعلان إستقلال إقليم أزواد6/4/2012 .
_ بيع القضية الأزوادية لصالح وكلائها في المنطقة .
_ تدخل عسكري لإعادة الإحتلال المالي بعدما تحرر الشعب الأزوادي واستعاد سيادته على أرضه أزواد .
_ انسحاب قواتها في الاقليم بعد ماحطمت احلامه وتركته لمصيره المجهول.
الشعب الأزوادي مظلوم ومحروم من حقه في العيش الكريم ويحمل الجمهورية الفرنسية كامل المسؤولية.
بسبب خطأ فرنسا التاريخي .
هاهي النتيجة : مجموعة من الانقلابين الغير شرعيين يطردون كل مؤسسات فرنسا من مالي، جهارا نهارا ورفضوا أي علاقة،ولم يكتفوا بذلك بل ظلوا يشهرون بها ويمسحون بكرامتها الأرض ، ولقصد النكاية بها ارتموا في أحضان العدو التقليدي لفرنسا والغرب عموما : روسيا..
ورغم كل ذلك تظل فرنسا متمتسكة بموقفها السلبي تجاه الشعب الأزوادي وقضيته العادلة لماذا ؟ ومن وراء هذا الموقف الذي يتجدد ؟ وهل هذا الموقف لصالح فرنسا ؟ أم اصبح الشعب الازوادي ضحية الاتفاقيات السياسية والاقتصادية بين فرنسا ووكلائها في المنطقة ؟ …
الآثار السلبية لضم أزواد مع مالي
ونتائج قراراتها وموقفها السياسي :
شعب يقتّل، ويهجّر، وتنهب مواشيه، ولا أحد يقول شيئا حتى الأمم المتحدة لا تدين ولا تستنكر ما المخرج ؟….
من المسؤول قانونا وأخلاقيا؟
نحن نحمل الجمهورية الفرنسية مسوؤلية كل ما يجري للشعب الأزوادي من معاناة، وآثار سلبية نفسية كانت أو جسمانية لا سيما المعاناة السياسية والقانونية.
عناد وتعنت السياسة الفرنسية وثورة الشعوب الواقعة تحت الاحتلال؛ بفعل القرارات الفرنسية على فرنسا وسياساتها الفاشلة في أفريقيا والساحل والصحراء :
حالة الشعب الأزوادي نموذجا :
للأسف فضلت حكومات فرنسا دائما محاصرة هذا الشعب عسكريا، وسياسيا، باستخدام وكلائها في الإقليم غالبا !
عليه :
نخاطب الأمة الفرنسية نخاطب علماء التاريخ ومفكرين وسياسيين وقيادات ومنظمات المجتمع المدني ، برلمانيين …
نلتمس منكم المطالب التالية :
_ تدارك الأمر وإصلاح ما أفسدته الحكومات المتعاقبة على الجمهورية الفرنسية في الماضي القريب والبعيد.
_ دعم الشعب الأزوادي في استعادة سيادته على أرضه ومساعدته على النهوض .
_ الإعتراف الرسمي بحق الشعب الأزوادي في حق تقرير مصيره.
_ العمل على إصدار مشروع قرار من الأمم المتحدة على حماية إقليم أزواد وشعبه من جرائم الحرب ضد الإنسانية ، من التطهير العرقي، والتجويع الجماعي لشعب إقليم أزواد : معين قصد الضرر المعلن به، من قبل القوات المالية ومرتزقة فاغنر وبقية التنظيمات الإرهابية وفق القانون الدولي العام وقانون حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني .
_ العمل على مشروع الملاحقة القانونية لمجرمي الحرب كما هو منصوص في قواعد القوانين أعلاه .
_ العمل على مشروع دراسة الحالة الأزوادية سياسيا، وإنسانيا، وقانونيا، إن الوضع خطير ويزداد تدهورا، يستحق النظر، وقرارات جريئة شجاعة، لا تنظر إلى الأمور بنظرة أنانية .
الأيام دول ويوم الشعب الأزوادي آت قادم بإذن الله يقينا نحسن الظن بالله.
ونستنكر وندين ممارسات كل سياسة فاسدة مهما كان من يقوم بها .
جمعية كل أكال
خلية الاتصال
3/5/2023 كيدال