يبدو أن هذا النهار (العيد ) لن تكون له قدسية كما لم يكن له عند فض إعتصام القيادة العامة ليلة العيد قبل الماضي ، ومن يعرف العقلية السودانية في الحرب جيدا يدرك أنها لا تكترث ولا تدرك عواقب التهور ، وأن الطقس الديني ليس له معنى عندهم رغم تدينهم الشديد مسلمين ومسيحيين ، ومن ليلة أمس بدء إنتشار ” وحدة الإحتياطي المركزي ” التابعة للشرطة في شوارع الخرطوم ، وهي شرطة متخصصة في حرب المدن ، اضافة إلى سيطرة الجيش على كل الطرق القومية حول الخرطوم ، وقيامه بحشد مايقرب من 70% من قواته التي استدعاها من الولايات و حاصر بها العاصمة السودانية تماما ، صحيح أنه قد استولى على معسكرات الدعم السريع في كل الولايات الحيوية مثل الأبيض وبور سودان والفاشر وأم درمان ولكن يبدو أن حميدتي يراهن على التحرك القبلي والدعم من الإمارات وبعض القوى الإقليمية وعناصر “فاجنر” التي بدأت بدعمه ، ويتردد أنتقال بعض من قادة فاجنر من بانجي ( إفريقيا الوسطى) إلى الخرطوم مؤخرا ، تسللا من أم درمان ومحاولة تنظيم وتوجيه أرتال قدمت إلى الخرطوم من كردفان أكثر من 100 سيارة كروزر ولكن تم ضربها في منطقة المويلح على أطراف أم درمان ، وكذلك الرتل الذي تم ضربه في منطقة ” المربعات ” والذي تم جمعه من المتناثرين ممن كانوا في معسكر الدعم السريع بمنطقة ” صالحة ” ، المصيبة أن الطرفين لن يقبلا بتفعيل الهدنة ، ولا شك أن الغلبة ستكون للجيش وهو مايعني مزيدا من الدماء والجثث المتناثرة في مواقع وشوارع عديدة مثل “كرري ” وعند كوبري ” الحلفاية ” والتي بدأت تتعفن مما ينذر بكارثة بيئية في الخرطوم تضاف إلى كوارث إنقطاع الكهرباء والمياة وخروج عدد من المستشفيات من الخدمة ، ولكن هل ستحسم معركة العيد المعارك؟ لا أعتقد ، والسؤال الذي لم أجد له إجابة : أين وزير الدفاع السوداني الفريق الراهيم ياسين الذي لم ينبث ببنت شفة إلى الآن ؟ وكيف سينهي الجيش سيطرة الدعم على ربع الخرطوم تقريبا و إن كانت سيطرة تبادلية بينه وبين الجيش لساعات متوالية ؟ وهل سيستمر دعم الإمارات للميليشيات وهل سيقبل السودانيون هذا الدور الإماراتي ؟ فالشعوب لايمكن أن تقبل التنظيمات الميليشياوية ، وحميدتي ودعمه السريع تنظيم ميليشاوي قاتل لشعب دارفور ثأر عنده ولسعب السودا في أغلبه رفض إرسال ابنائه كمرتزقة لصالح الإمارات في حربها على اليمن … و هناك تساؤلات وترقب عن موسى هلال وثأره عند حميدتي وتغيرات الموقف القبلي. 3