
ايمن السيسي يزلزل الواقع الصحفي في مصر
فجرت أزمة انتحار الصحفي المصري عماد الفقي نائب رئيس تحرير جريدة الاهرام قنابل موقوته في المجتمع المصري والصحافة المصرية وتحدث الجميع عن ازمة الصحافة المصرية ولكن باستحياء وضعف شديدين ولم يستطع اي كاتب أو إعلامي أن يطرق باب الحقيقة في هذه الأزمة ،وحده الدكتور أيمن السيسي نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام ورئيس قسم التحقيقات الاستقصائية بها وحده هو الذي كتب عمق الازمة ووصف حقيقة المشكله بدقة شديدة في بلاغ الي رئيس السيسي ،والدكتور ايمن السيسي قد عرفناه منذ سنوات عندما جازف بدخول تمبكتو عام 2012 وكانت امارة اسلامية تحت سيطرة تنظيم القاعدة وعرفناه من كتاباته عن تمبكتو ورحلاته في النيجر وليبيا وموريتانيا والجزائر في تحقيقات استقصائية شديدة التميز والدقة والمهنية والصدق وهاهو مقاله القنبلة التي فجرها في وجه الجميع في مصر
أعلن بعض الزملاء من أعضاء نقابة الصحفيين، عن نيتهم مخاطبة النقيب ضياء رشوان لاقامة مؤتمرا يناقشون فيه أزمة الصحفيين، بعد أن نكأ زميلنا عماد الفقي رحمة الله عليه ورضوانه الجرح الغائر المتقيح في الجسد الصحفي الذابل، وأعتقد أن الإستعانة بنقيب الصحفيين خطأ كبير، فهو لن يفعل شيئا، كما لم يفعل من قبل.
ضياء رشوان استفاد من العصبية القبلية الجهوية التي تري أن للصعايدة تار بايت عند البحاروة، ولا يقول أحد غير ذلك، لأن ما أقوله نقلا عن ألسنة عدد كبير من الزملاء الصحفيين “الصعايدة” الذين يتكتلون في الإنتخابات هم أو الاخوان كل لمرشحه على طريقة “حجر من بلدنا ولا فحل برانى”…، أو على طريقة “لو رشح الصعايدة حجرا لانتخبناه”.
وبعد إنتخاب ضياء رشوان، نقيبا للصحفيين، تركته الدولة يحتفظ بمنصبه رئيسا لهيئة الإستعلامات، ليحصل على راتب كبير جدا جدا جدا، فضلا عما يحصل عليه من القنوات التلفزيونية، ولا نحسده عليها، وإن كان الحسد هنا واجب والغضب أمر مبرر.
ضياء رشوان لم يفعل للمهنة ولا للدولة ربع ما قدمت أنا شخصيا وغيري ممن قدم أكثر، ولم أر له انجازا وحدا في العمل النقابي، ولم يفعل أي شئ للصحفيين ولا للنقابة، وأرجوكم لاداعي للمجاملات القبلية، والجهوية الزائفة، لان كثيرا منكم اشتكي لى من سوء معاملته، وعدم رده على هواتفكم، … أما مجاملاتكم القبيلية هذه فقد جاءت على حساب مستقبل كل واحد فيكم، فكثير منا يعاني فقرا، وضياعا، وبؤسا شديدا، فهل ترغبون في استمرار الفقر والضياع ؟.وهناك من يطالب بسحب الثقة من ضياء وأنا مع ذلك تماما وسأعمل عليه
عدد كبير من الزملاء طالبوا كذلك بمحاكمة عبد المحسن سلامة الذي جعلته الدولة أيضارئيسا لمجلس إدارة الأهرام فانجعل ،بعد أن جاء نقيبا ” ( وكأنها شروه ..اللي يجيب أصوات أديله منصب ، حصل ذلك مع أيمن عبد المجيد، وحسين الزناتي أيضا)”.
كلنا، نحن والدولة نعرف لعبة الإنتخابات، وأن هذه الأصوات في الغالب لاتعبر عن حقيقة قيمة ومهنية المنتخب، المهم إنها -الدولة – جعلت عبد المحسن رئيسا لمجلس إدارة الأهرام، فانجعل رئيسا هو أيضا، وهذه بصراحة من أكبر المصائب، ذلك لأنه “سب” الجيش أمامي أنا شخصيا، بل واتهمني أني “عبد بيادة”، ورفض نشر تحقيقا لي كتبته ردا على موجة الشتائم والهجوم على المشير طنطاوي رحمه الله، وتجريحه عام2011، وقال لي عبد المحسن سلامه نفسه وقتها انه انه من الأخوان، وإنهم يعرفون ذلك -يقصد الأخوان- ولذلك فانا اتساءل :هل صحيح أنه زوج ابنته الكبرى لحفيد المرشد الأسبق للأخوان كما يشاع ؟ .
المؤكد أن الدولة التي جعلته رئيسا فانجعل ، تعرف (الكفت ) والمؤكد أيضا أن – عبد المحسن سلامة- كتب مقالا فى الأهرام يمجد فيه الدكتور محمد مرسي، وأنه الرئيس الذي أسقط حكم 60 سنة عسكر، والمؤكد أيضا انه -عبد المحسن سلامة – اثناء الدعاية في إنتخابات النقابة التي نجح فيها نقيبا رفض أن يعلن إدانته لجماعة الأخوان – حدث ذلك أمام عيني – عندما طلب منه الصحفي الكبير حزين عمر، مدير تحرير جريدة المساء، كشرط كي ينتخبه أو يدعوا لانتخابه نقيبا فانفعل عبد المحسن انفعالا شديدا رافضا الحديث في هذا الأمر، ..!!!
وجاءت به الدولة رئيسا لمجلس إدارة أكبر مؤسسة صحفية فى مصر، وصبرنا عليه وعلى كل من جاءت بهم الدولة قيادات إعلامية في أهم مواقع الإعلام، إيمانا بأنها الدولة ترى أفضل مما نرى، وأن مولانا رأيه صائب دائما … وطبعا “يعيش مولانا، وبطيخ مولانا، وقرار مولانا”، وظننا أن هؤلاء “المنجعلين” سينجحون في انقاذنا من مصائر مهلكة، وكنت وقتها أرى أننا كصحفيين دخلنا الى مرحلة عذاب جهنم، لكنني اكتشفت بتجربة هؤلاء “المنجعلون” أنني كنت واهما ومتوهما لأننا على أيدي هؤلاء “المنجعلون” وصلنا إلى مرحلة بئس المصير.
ولذلك علينا أن نتوجه أولا إلى السيد رئيس الجمهمورية، وإلى الرقابة الإدارية، والمخابرات العامة، والنائب العام، لأن الأمر أصبح أسوأ مما يتوقع “الجاعلون”، وأخطر ليس علينا كأفراد وصحفيين، ولكن كدولة وشعب، فى ظل تغيرات مزلزلة ستحدث في العالم وخصوصا في منطقتنا العربيه والإفريقية وستمحى دول وتنهار أخرى، وتتفتت ثالثة، ويشتعل الإحتراب الداخلي في رابعة.
ولذلك يجب علينا جميعا أن نعالج خطئا كبيرا أوقعنا فيه البعض وأدخلونا إلى مرحلة بئس المصير كصحفيين، وهو ما تحملناه من ضيق الحال ومددنا أيادينا “للسلف” و”التسول” عن طيب خاطر ورضا وقناعة بأننا يجب أن نتحمل حتى تستقر الدولة خصوصا أن الرئيس والدولة أنجزا في سبع سنوات مشروعات تنموية لم تحدث في مائة عام، صبرنا وتحملنا الجوع و”الشحاتة ” في نفس الوقت الذي فيه هؤلاء “المنجعلون” رؤساء على الأموال الباهظة، كرواتب ومكافأت، ونحن “نشحت” – بالمعنى الحرفي للكلمة- لنطعم ونعالج أولادنا.
تحملنا كل ذلك حماية ودعما لاستقرار مصر، وخرسنا مبتلعين أحذيتنا في أفواهنا.
ولذلك فإن مطالب البعض بمحاكمة عبد المحسن سلامة أراها واجبة، وأولا، لا اتهمه بإتهام محدد، ولكني أتفق معهم في ضرورة المطالبة بها “مبارك نفسه تمت محاكمته وكان أعز وأمنع وأجل”، ولذلك أرى وجوب تقديم المستندات والاتهامات التي تستوجب تقديمه للمحاكمة سواء فترة تولية نقابة الصحفيين، أو في مؤسسة الأهرام، واطالب سعادة النائب العام أن يفتح ملفات الأهرام، وأنا شخصيا كرئيس قسم بالأهرام أتوجه لسيادته بشكوي أطالب فيها بكشف الملفات المالية في المؤسسة العريقة، وإعلان قيمة وحجم المكافأت، وبيان مدي مطابقة أرقام المكافأت التي يحصل عليها البعض لحجم العمل الذي يقومون به، مع بيان حاجة الأهرام واستفادتها الفعلية من هذا العمل، وبيان الضرورة لما تم ابتداعه تحت مسمى المكتب الفني، وحجم الأموال التي يتقاضها موظفوا هذه المكاتب ومكافأت السكرتارية، وزملاء الخدمات المعاونة في هذه المكاتب، وكم من الأموال صرفت في علاج البعض، وكم زميل حرم من نفس مزايا الدعم في العلاج ، وكم حجم المبالغ التي حصل عليها من تم تعينهم في مجالس إدارات شركات الأهرام؟ وماذا فعلوا؟ وبيان خسائر أو مكاسب هذه الشركات وماهي المبالغ التي يتحصل عليها عبد المحسن سلامة من الأهرام ومسوغات حصولة عليها .
هذا في نفس الوقت الذي تقدمت فيه كرئيس لقسم التحقيقات الإستقصائية بمذكرات لمأموريات عمل أو مذكرات لصرف مبالغ قليلة لتحليل عينات لمواد متعددة مما قمنا بانجاز تحقيقات استقصائية حولها واستغرقت وقتا طويلا وجهدا، لتأكيد فرضية التحقيق، ولبيان مدي خطورتها على الصحة العامة والأطفال والمواطن المصري بشكل عام، ولم يتم الرد على هذه الطلبات ولا حتي مناقشتها.
ولا زال لدي الكثير جدا من الوقائع والأرقام والأحداث التي ستدين الجميع، وكنت أليت على نفسي الصمت، ولكن وصول الأمر إلى حد الحياة والأعمار والرقاب أصبحت في حل من فريضة الصمت أو الصفح، ويعرف الجميع، (الدولة، والأهرام، وزملائي الصحفيين) أنني تعرضت مرات عديدة للخطف ومحاولات القتل والذبح على يدي داعش في ليبيا، وتمبكتو، والصحراء الكبرى، واليمن، وقراصنة البحر في الصومال، وتعرضت للإعتقال والسجن في بوصاصو بسبب الأهرام، وليعلم الجميع أنني لم يمنعني من إبداء أي رد فعل لما تعرضت له سابقا من تنكيل في الأهرام وتضييق سوى الوازع الديني والوطني، وهذان الوازعان هما اللذان يدفعانني الآن إلى رفع مذكرة بكل ما أعرف من تفاصيل إلي السيد رئيس الجمهورية، والسيد المستشار النائب العام، بسبب حرصي الشديد على بلادي واستقرارها ومؤسستي العريقة الأهرام، ونقابتي الحزينة المكلوم