(لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) صدق الله العظيم.
إن مجتمع علماء الطوارق والمجتمع الازوادي بشكل عام، كثيرا ما يُستهدفون إما من قِبٓل الجيش النظامي أو من الجماعات التي تدعي الجهاد.
التاريخ يعيد نفسه!
١- بعد الأحداث الأليمة التي تقشعر منها الابدان في قرية وادي الشرف عام ١٩٩٤م من قبل الجيش المالي الذي قام بمجذرة، قتل فيها ما لا يقل عن مائتين وخمسين شخصا من علمائنا الأجلاء، والأطفال والنساء. وما تبقى من أهل القرية فروا بأرواحهم ما أدى إلى وفاة الكثير عطشا في الصحراء الكبرى بين غاوا والحدود بين النيجر وأزواد (شمال مالي).
٢- وبعد عقد من الزمن، رجع هؤلاء المواطنون إلى ازواد وقاموا بإنشاء قرية تمكوتات التي أصبحت من أكبر المراكز التجارية في منطقة غاوا. ازدهرت المدينة اقتصاديا وعلميا وثقافيا وقصدها ساكنة الساحل والصحراء من الطوارق والعرب والسنغاي والفلانيين وغيرهم.
وهذا لم يشفع لتمكوتات وسكانها، قام بعض الجماعات الناشطة في المنطقة الحدودية بين أزواد (مالي) للهجوم على القرية وإخلاء أهلها منها.
٣- تينهمٌا، مدينة كلسوكية أخرى استُهدِفٓتْ من قبل ميليشيات ناشطة في الإقليم، إذ قامت مجموعة من إيدرفان تابعة لحركة غاتيا عام ٢٠١٧م وقتل تسعة من شبابها. هؤلاء المجرمون يعرفون أهل المدينة حق المعرفة وليسوا أجانب، وتعلموا منهم ما تعلموه من أمور دينهم ومع ذلك لما ملكوا القوة العسكرية، اول ضربة قاموا بها كانت ضد ضد كلسوك وبالتحديد كل جنهان، سكان ومؤسسوا مدينة تينهما.
وفي هذا الأسبوع، تكرر العدوان والظلم ضد كلسوك في قرية تاجلالت، القريبة من تيسي، إذ هجم عشرات الدراجات النارية على البلدة وحرقت مستوصفها وصيدليتها وسوقها الأسبوعية وعدة مبان ذات الأهمية تعتبر رموز البنية التحتية لقرية تاجلالت. أضف إلى هذا ضرب بعض أفراد القرية وذهاب بسيارة الإسعاف وأخطر من ذلك كله اجبار ساكنتها من الاجلاء منها. زعمت تلك العناصر أنها تابعة لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين.
هدف أهل القرية الوحيد هو إيصال الدين وإقامة الشرع والتعليم والتعلم وبناء الجوامع والمساجد والمدارس وحفر الآبار الارتوازية لكثير من ساكنة إقليم أزواد، سواء في المدن ام في القرى النائية، كل هذا لم يشفع لكلسوك.
إنا لله وإنا إليه راجعون، حسبنا الله ونعم الوكيل.