
أعلنت جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” أنها تمكنت من السيطرة التامة على نقطتين تتبعان للجيش المالي بمنطقة كونوبوغو بولاية سيغو، فيما تبعد بحوالي 54 كم عن مركز الولاية و120 كم عن العاصمة باماكو وذلك ليلة 23-24 يونيو 2025. هذا التقدم العسكري الجديد يعكس تصعيدًا خطيرًا للجماعة، التي لم تكتفِ بالهجمات الأمنية فحسب، بل بدأت تنسحب نحو عمق البلاد.
سياق موجة الهجمات العنيفة عام 2025
1. سقوط قاعدة “ماهو” جنوب مالي (5 يونيو 2025)
شنّت الجماعة هجومًا مباغتًا على قاعدة “ماهو” جنوب مالي، وأسرت السيطرة على الموقع خلال أقل من ساعة من دون مقاومة تُذكر. وأفادت تقارير أن الجنود المتبقين فرّوا من الموقع، فيما قُتل من بقي منهم. يعتبر هذا الهجوم ضربة استراتيجية، إذ كانت القاعدة تشكل حاجزًا دفاعيًا رئيسيًا يفصل الجماعات المسلحة عن المدن الكبرى ومنطقة العاصمة.
2. هجوم بولكسي (3 يونيو 2025)
نفّذت الجماعة هجومًا عنيفًا على قاعدة عسكرية بمنطقة بولكيسي قرب الحدود مع بوركينا فاسو. قُتل فيه أكثر من 100 جنديّ ماليّ، وتمكنت الجماعة من السيطرة الكاملة على الموقع، وفقًا لإعلانها، بينما اضطرت القوات المالية للانسحاب بعد اشتباكات عنيفة. تزامن الهجوم مع هجوم آخر في منطقة “ديورا” بولاية موبتي، قتل فيه نحو 40 جندياً.
تصاعد عدد القتلى في صفوف الجيش المالي
منذ مطلع عام 2025، سجلت مالي موجة عنف غير مسبوقة من نصرة الإسلام والمسلمين، خاصة في مناطق جورا وبولكيسي وجنوب البلاد. وفقاً للتقارير، تجاوز عدد قتلى الجيش المالي الـ400 عسكري، نتيجة الكمينات المستهدفة، وعمليات التسلل الليلية، واستهداف القواعد العسكرية ضعيفة الحماية، والتي تُعَدّ ذات موقع استراتيجي هام.
انعكاسات ميدانية واستراتيجية
- اختراق عميق: السيطرة على مواقع مثل “ماهو” وبولكيسي قرب باماكو تؤكد ان الجبهة تتجه نحو قلب الدولة.
- ضعف دفاعي: استسلام القوات بدون قتال فعلي يشير إلى وجود ثغرات في التنسيق والتأهب داخل الجيش المالي.
- تكتيكات متطورة: الجماعة تعتمد بشكل كبير على الكمائن، العبوات، والهجمات المفاجئة، و الضربات الجوية بالمسيرات ما يدل على خبرة متنامية وقدرة على الاستهداف التحكمي.
الهجوم الأخير في كونوبوغو ليس مجرد حادث فردي، بل يأتي ضمن سلسلة من الضربات التي تُظهِر تصاعد استراتيجي ملموس من جانب جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”. مع ارتفاع عدد القتلى إلى ما يزيد عن 400 جندي في 2025، يبدو أن هذه السنة هي الأعنف منذ اندلاع التمرّد المسلح، مما يضع الجيش المالي في تحدٍ متزايد أمام رسالة الجماعة القوية بأن بإمكانها التمدد نحو داخل البلاد وصولاً لعتبة العاصمة باماكو.