
شنّ مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) هجومًا عنيفًا ظهر اليوم الأربعاء، 4 يونيو 2025، على مدينة تيسي التي تعتبر اليوم دائرة بولاية غاو قرب الحدود النيجرية . وقد أسفر الهجوم، الذي وصف بأنه الأعنف منذ أشهر، عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف الجيش المالي، فضلًا عن الاستيلاء الكامل على المعسكر العسكري في المدينة، ونهب كافة المعدات والأسلحة الثقيلة والخفيفة الموجودة فيه.
ووفقًا لمصادر ميدانية وشهود عيان، فإن عناصر التنظيم اقتحموا المدينة بأسلحة ثقيلة ، وسيطروا على المعسكر بعد ساعات من الاشتباكات العنيفة. وأكدت المصادر أن مقاتلي داعش غادروا المدينة بعد إفراغ المعسكر من كل ما فيه، ما يثير تساؤلات جدية حول الجاهزية العسكرية والرد السريع للجيش المالي في هذه المنطقة الحساسة أمنيًا.
تعد مدينة تيسي واحدة من أبرز الدوائر الإدارية في ولاية غاو، وتقع في نطاق جغرافي تتقاطع فيه تحركات الجماعات المسلحة الجهادية ، لا سيما تنظيمي داعش والقاعدة، وتحديدًا “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”. وكانت المدينة قد شهدت في أعوام سابقة، خاصة في 2022، هجمات مشابهة نفذها تنظيم داعش، خلّفت آنذاك خسائر كبيرة في صفوف الجيش والمدنيين، وتسببت في نزوح مئات العائلات نحو مدن أكثر أمانًا مثل غاو و النيجر .
وتأتي هذه العملية في سياق تصاعد لافت لهجمات التنظيم في منطقة الساحل، بعد مرحلة من الانحسار النسبي خلال الأشهر الماضية. ويبدو أن تنظيم داعش يعيد ترتيب أوراقه في منطقة الحدود الثلاثة ( مثلث الموت ) ، مستغلًا الفراغ الأمني الناتج عن انسحاب القوات الدولية وتصاعد التوترات بين الجيش المالي والجماعات المسلحة المحلية.