
في تصعيد خطير يُبرز تنامي قدراتها العملياتية، نفذت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، اليوم الأحد 1 يونيو 2025، ثمانية هجمات منسقة في منطقة الساحل استهدفت مقرات ونقاطًا وآليات عسكرية تابعة للجيشين المالي والبوركيني في مناطق متفرقة .
السيطرة على خمسة قواعد عسكرية:
مع ساعات الصباح الأولى، أعلنت الجماعة سيطرتها على أربع مواقع عسكرية استراتيجية، أبرزها:
ثكنة بولكسي التابعة للجيش المالي في ولاية دوانزا بإقليم أزواد، والتي أظهرت الصور الميدانية دمارًا واسعًا فيها، بما في ذلك تدمير عدد كبير من السيارات العسكرية واحتراق المباني بالكامل. وأسفرت العملية عن مقتل عدد من الجنود وأسر واحد وفقًا للمعلومات الأولية.
ثكنة كوبوري التابعة للجيش البوركيني في ولاية واهيجويا شمال بوركينا فاسو.
نقطتان عسكريتان في منطقتي أريبندا وكيلبو التابعتين لولاية سوم شمال البلاد.
نقطة عسكرية تابعة للميليشيات البوركينية في قرية تامبي بولاية غوا، حيث أكدت الجماعة أنها سيطرت عليها بالكامل صباح اليوم.
كما هاجمت الجماعة مقرا عسكريا في موندورو بولاية دوانزا لم تعلن عن نتائجه.
هجمات بالعبوات الناسفة ضد الجيش المالي:
ولم تتوقف الهجمات عند السيطرة على المقرات، إذ أعلنت الجماعة كذلك تنفيذ عمليتين منفصلتين بعبوات ناسفة:
تفجير مدرعة تابعة للجيش المالي بين بلدتي كولوكاني وجيني في ولاية كوليكورو، وسط مالي.
استهداف آلية عسكرية بعبوة موجهة بين منطقتي سان وكيمبارنا في ولاية سيغو.
رد الجيش المالي:
وفي أول رد فعل رسمي، أصدرت رئاسة الأركان العامة للجيوش المالية بيانًا أكدت فيه أن منطقتي بولكسي وموندورو في ولاية دوانزا تخضعان لرقابة مشددة، وأن قوات الجيش المالي تقوم بعمليات تمشيط واسعة، مدعومة بدوريات جوية أسفرت عن تحييد أرتال من المركبات والدراجات النارية تابعة للمهاجمين. وأشار البيان إلى أن التقييمات لا تزال جارية لمتابعة تطورات الوضع.
سياق أمني مقلق:
تأتي هذه الهجمات في إطار ما بات يُعرف بـ”استنزاف الجيوش الانقلابية”، حيث تصعّد جماعة نصرة الإسلام والمسلمين من هجماتها اليومية ضد القوات النظامية في كل من مالي وبوركينا فاسو والنيجر، مستفيدة من حالة الفوضى السياسية والانقلابات العسكرية التي عرفتها هذه الدول منذ عام 2021.
الهجمات الثمانية في يوم واحد تمثل رسالة قوية عن قدرة الجماعة على التنسيق والعمل المتزامن عبر حدود ثلاث دول، وهو ما يُنذر بتدهور أمني متزايد في منطقة الساحل في ظل غياب حلول سياسية فعالة.