
الأحد 11 مايو 2025 – النهضة
في تطور ميداني لافت، أعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التابعة لتنظيم القاعدة، مسؤوليتها عن سلسلة من الهجمات المنسقة التي استهدفت مواقع عسكرية استراتيجية في بوركينا فاسو، مؤكدة سيطرتها على خمس قواعد عسكرية تابعة للجيش النظامي والميليشيات المحلية خلال الساعات الماضية، ما يمثل تصعيدًا غير مسبوق في وتيرة عملياتها في منطقة الساحل.
الجماعة قالت في بيان نُشر صباح اليوم إنها سيطرت على ثكنتين للجيش البوركيني في مدينتي جيبو بمحافظة سوم وسولي بمحافظة لوروم، وأكد مصادر محلية أن الهجومين أسفرا عن “خسائر فادحة في الأرواح والمعدات”، دون ذكر أرقام محددة.
كما أضاف البيان أن مقاتلي الجماعة سيطروا على نقطتين عسكريتين للميليشيات البوركينية، الأولى في قرية سباسي بمحافظة بام، والثانية في قرية بوغاي قرب واهيغويا، قبل أن تعلن الجماعة كذلك سيطرتها على نقطة للجيش النظامي في قرية بوكو بولاية كيا، جنوبي البلاد لتكون الخامسة لها خلال يوم واحد .
ونشرت الجماعة صورًا توثق وجود مقاتليها داخل المقار العسكرية المستهدفة، بينها مقر رسمي في مدينة جيبو تظهر فيه صورة الرئيس البوركيني إبراهيم توري معلقة على الجدار، إلى جانب صورة أخرى لتمثال تحالف دول الساحل في قلب المدينة، في دلالة رمزية أثارت اهتمام المراقبين.
ونشرت الجماعة عدد من مقاطع الفيديو التي تظهر عشرات القتلى من الجنود البوركينابيين في جيبو الذين قتلوا خلال الهجمات العسكرية اليوم.

وتحدثت مصادر محلية عن حالة من الذعر والنزوح في محيط المناطق المستهدفة، وسط صمت رسمي من السلطات البوركينية حتى اللحظة. وتأتي هذه التطورات في وقت تعيش فيه البلاد اضطرابًا سياسيًا وأمنيًا متزايدًا، بعد سلسلة من الانقلابات وتراجع حضور القوات الدولية.
الهجمات الأخيرة تشير إلى تحوّل واضح في تكتيك جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، من الكمائن والعبوات الناسفة إلى السيطرة الفعلية على الأرض، مما يطرح تساؤلات جادة حول جاهزية القوات الحكومية وحلفائها الإقليميين لاحتواء التهديد المتصاعد في منطقة الساحل.