سيغو – 18 يونيو 2025
أعلنت هيئة الأركان العامة للجيش المالي عن تعرض معسكر جورا في ولاية سيغو، مساء اليوم، لهجوم وصف بـ”الإرهابي” وتم استخدام طائرات مسيّرة وصواريخ خلال الهجوم ما يضيف إليه عنفاً اكثر، في تصعيد لافت يعكس تحولات نوعية في تكتيكات الجماعة المسلحة.
وأكدت مصادر محلية متطابقة أن الهجوم كان عنيفًا واستُخدمت فيه طائرات بدون طيار لقصف أهداف دقيقة داخل المعسكر، ما أدى إلى حالة من الفوضى والارتباك في صفوف الجنود الماليين، دون أن تُعلن الحصيلة الرسمية للخسائر حتى الآن.
ويأتي هذا الهجوم بعد أقل من شهر على العملية الدامية التي استهدفت نفس المعسكر في 23 مايو 2025، والتي أسفرت حينها عن مقتل 40 جنديًا ماليًا. وقد نشرت جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” مقطع فيديو مدته خمس دقائق، وثّق لحظات الهجوم المفاجئ، وأظهر مشاهد فرار جماعي للجنود الماليين واغتنام المهاجمين لكميات ضخمة من الأسلحة والعتاد العسكري.
بحسب بيان الجماعة حول عملية مايو، فقد تم الاستيلاء على 6 آليات عسكرية، وعشرات الرشاشات الثقيلة والخفيفة، إلى جانب تدمير 21 آلية، منها ثلاث مدرعات. واستخدمت الجماعة طائرة مسيّرة لتوثيق العملية، في مؤشر على تطور قدراتها الاستخباراتية والهجومية.
إقرأ أيضا : موبتي : الجيش الأزوادي يعلن مقتل 98 إرهابياً من الجيش المالي خلال معركة جورا.
موبتي : النصرة تعلن مقتل 40 جنديًا ماليًا والاستيلاء على معدات عسكرية هائلة في جورا.
هجوم سابق للقوات الأزوادية على جورا
الجدير بالذكر أن معسكر جورا سبق أن كان هدفًا لهجوم واسع النطاق نفذته قوات الجيش الوطني الأزوادي في 28 سبتمبر 2023، حين تمكنت هذه القوات من السيطرة الكاملة على المعسكر بعد اشتباكات عنيفة استمرت ساعتين مع قوات الجيش المالي .
وأسفرت تلك العملية عن مقتل 98 جنديًا ماليًا، والاستيلاء على 19 مركبة من بينها آليات مدرعة، وتدمير أخرى. كما غنمت القوات الأزوادية عددًا كبيرًا من الأسلحة، منها:
- 5 رشاشات من عيار 14.5 ملم
- 8 رشاشات من عيار 12.7 ملم
- 11 قاذفة RPG
- 15 رشاشًا من نوع “بيكا”
- 147 بندقية كلاشينكوف بالإضافة إلى كميات كبيرة من الذخيرة، وأسر 5 جنود، أُطلق سراح المصابين منهم بعد العملية.
تكرار الانهيار العسكري… وضعف الروح المعنوية
تكرار استهداف معسكر جورا، وسقوطه المتكرر بيد الجماعات المسلحة الجهادية أو الحركات الأزوادية، يسلّط الضوء على هشاشة البنية الدفاعية للجيش المالي في مناطق الوسط، ويطرح تساؤلات حول فعالية التحالف العسكري بين باماكو والمرتزقة الأجانب المعروفين اليوم بـ”الفيلق الإفريقي”، خلفًا لمجموعة فاغنر الروسية.
ويرى مراقبون أن المشاهد التي وثقتها الجماعات المسلحة، والتي أظهرت انسحابات مذعورة وتركًا عشوائيًا للأسلحة و المعسكر، تعكس تراجعًا واضحًا في الروح المعنوية والانضباط داخل الجيش المالي، رغم الخطاب الرسمي الذي يروّج لتحسّن الأداء العسكري.
خاتمة
يبقى معسكر جورا شاهدًا على فشل متكرر في حماية المواقع العسكرية الاستراتيجية من قبل القوات المالية، وسط تصاعد غير مسبوق في الهجمات النوعية باستخدام المسيّرات، سواء من قبل جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” أو من قبل الجيش الوطني الأزوادي. واقع يؤكد هشاشة الوضع الأمني في وسط مالي، ويهدد بانفلات أكبر في الأشهر القادمة.
قد يهمك : النصرة توثق مشاهد هروب الجيش المالي في معركة جورا وفاغنر تسخر من المشهد و الإمارات تستنكر