منذ إعلان “الفيلق الإفريقي” – الامتداد الرسمي لمجموعة فاغنر الروسية – استمراره في أزواد بدلاً من انسحاب وهمي أعلنته فاغنر في 7 يونيو، توالت الخسائر عليه بوتيرة متسارعة، لتفضح هشاشة هذا الكيان الذي تحاول روسيا تسويقه بوجه أكثر “شرعية” في الساحل الإفريقي.
البداية كانت في 12 يونيو 2025، حين تعرّض رتل تابع للفيلق لهجوم مباغت في منطقة تاجمرت بولاية كيدال. الهجوم الذي نفذته قوات من جبهة تحرير أزواد، أسفر عن مقتل 5 من المرتزقة الروس و إثنين من الجنود الماليين وتدمير ثلاث آليات عسكرية و سيارة رباعية الدفع و سيارة ناقلة للدبابات – حسب حصيلة الجيش الأزوادي – ، في ضربة أربكت حسابات القادة الميدانيين وأظهرت هشاشة التنسيق بين الفيلق والقوات المالية التي يعتمد عليها كقوة مساندة ميدانية.
وفي الساعات الأولى من صباح 13 يونيو، جاء الرد الأعنف، حين أعلنت جبهة تحرير أزواد تنفيذ عملية نوعية في منطقة أغلهوك استهدفت رتلًا عسكريًا ضخمًا يضم أكثر من ثلاثين مركبة تابعة لتحالف الجيش المالي والفيلق الإفريقي، كان في طريقه من غاو إلى أغلهوك. الهجوم الذي استمر لعدة ساعات أسفر عن مقتل العشرات من الجنود والمرتزقة، وترك حوالي 15 جثة في ساحة المعركة، بالإضافة إلى تدمير 21 آلية عسكرية متنوعة، والاستيلاء على معدات وأسلحة ووثائق عسكرية هامة، بينما لم تنجُ سوى قرابة عشر مركبات من الحصار والمطاردة.
لكن المأساة لم تتوقف هناك، فصباح 14 يونيو، سقطت طائرة حربية روسية من طراز Su-24 في نهر النيجر قرب مدينة غاو، بعد تعرضها لإصابة مباشرة من مضادات أرضية تابعة للجيش الأزواد، كانت قد استهدفتها خلال محاولات دعم جوي فاشلة للعملية المنكوبة في أغلهوك. وأسفر الحادث عن غرق الطائرة ومقتل أو إصابة طياريها الروسيين من الفيلق الإفريقي، في مشهد حاولت بعض الحسابات الموالية للمجلس العسكري المالي تضليله بادعاءات كاذبة عن ضربة “ناجحة ضد الإرهابيين”، قبل أن تنكشف الحقيقة.
هذا التسلسل المتسارع للخسائر في أقل من ثلاثة أيام يوضح أن الفيلق الإفريقي ورغم تسميته الجديدة، لا يختلف عن فاغنر في مصيره، وهو الغرق في رمال أزواد المتحركة، أمام مقاومة تعرف الأرض والعدو، وتقاتل من أجل الحرية لا المال.
عاشت أزواد حرة كريمة
والمجد لشهداء أزواد.